أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أمس الأربعاء 6 ديسمبر، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، نقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلانها عاصمة أبدية لإسرائيل.
وكان لذلك القرار أثر بالغ على المواطنين المسلمين والعرب في جميع أنحاء العالم، والذي تخلل اليأس إلى نفوسهم معتقدين أن ذلك القرار إيذاناً بإعلان وفاة الأمة العربية والإسلامية، والتي تكالبت عليها الأمم في شتى بقاع الأرض، خاصة خلال السبع سنوات الأخيرة وما تشهده المنطقة العربية من اضطرابات بعد ثورات الربيع العربي في 2011، وانتشار العمليات الإرهابية في جميع ربوع الوطن العربي، فلا يكاد يكون هناك بقعة من وطننا الحبيب إلا ويسال فيها الدماء، نهيك عن الاضطهاد الذي يُلاقيه المسلمون في بورما وفي بقاع كثيرة بالعالم.
ولكن في ظل كل تلك الأحداث الجسام وارتفاع الأمواج العاتية، يؤكد الكثيرين أن الأمة الإسلامية والعربية لا يمكن أن تموت ولكنها تمرض، وسرعان ما تلبث أن تُشفى من مرضها العُضال، كالأسد الجريح الذي تتكالب عليه الضباع، ولكن ما إن يتماثل للشفاء يفرون من حوله كالفئران.
والمتأمل لتاريخ الأمة الإسلامية على مر التاريخ، يجد أنها قد انتابتها حالات ضعف وهوان أكثر مما تمر به الآن، فعلى السبيل المثال لا الحصر، فقد تعرضت الأمة الإسلامية لأشرس هجمة على مر تاريخها، عندما اجتاح التتار في القرن الثاني عشر الميلادي بلاد المسلمين في الشرق الأوسط، وسقطت المدن الإسلامية في أيديهم مدينة وراء مدينة كتساقط أوراق الشجر، حتى وصلوا إلى بغداد حاضنة الخلافة الإسلامية عام 656 هـ، وقاموا بقتل مليوني مسلم من الأطفال والنساء والرجال، ولكنهم عندما وصلوا إلى حدود مصر استطاع الملك المظفر قطز من توحيد كلمة المسلمين واستطاع دحر قوة التتار في معركة عين جالوت التاريخية.
والمتأمل لتاريخ الأمة الإسلامية أيضاً، يجد أن المسجد الأقصى والقدس، يعتبر الترمومتر الذي يحدد مدى قوة المسلمين وضعفهم، فإذا كان الأقصى في حاضنة الدولة الإسلامية والمسلمين كان ذلك دليلاً على قوتهم، أما إذا انتابتها حالات من الضعف كان تحت سيطرة أعدائهم، وهذا ما نحن عليه الآن.
وفي النهاية فمهما مر على الأمة العربية والإسلامية من فترات ضعف وهوان، فإنها أمة تمرض ولكن لا تموت.