ذُكرت القدس في العديد من الوثائق التاريخية، إلا أن أقدم وثيقة تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، حيث أورد الملك الفرعوني سنوسرت الثالث في وثيقة يعود اكتشافها إلى 1887 م، اعتبار الملك “روشاليوم” عدواً، كذلك فقد أكد على وجوب لعنه في الطقوس الدينية التي يقيمها المصريين.
كذلك تثبت وثائق “تل العمارنة”، والتي يمكن الاطلاع عليها في متاحف لندن وباريس فرعونية القدس، حيث تكشف الرسائل المبعوثة إلى إخناتون شكوى الرعايا من ظلم الأمراء هناك، وهي الرسائل التي تكشف عن غارات لقبائل بدوية سامية، الأمر الذي أدى إلى اضطرابات في الأجواء السياسية بالقدس، إضافة إلى ثورات الرعايا على أمرائهم.
وهو الأمر الذي تعامل معه اخناتون، وذلك بعد أن بعث “حاكم القدس” برسالة يستنجد فيها بـ “إخناتون”، وقد نجحت القبائل البدوية في احتلال “غزة” و”عسقلان” وهما مدينتان على مقربة من “القدس” وقد جاء في الرسالة المبعوثة لإخناتون “هل تترك يوروساليم تسقط؟”.
وقد حاول إخناتون إعادة الهدوء إلى المدينة إلا أنه لم يتمكن من استعادتها، حيث كان اخناتون في هذه الفترة يواجه خصوما في الداخل وأعداءا في الخارج، كذلك فلم يكن اخناتون يهتم كثيرا بالناحية العسكرية، بل جاء اهتمامه بالديانة على حساب النواحي السياسية والعسكرية، الأمر الذي جعل مصر في هذه الفترة في حالة من التدهور والضعف.
واليوم القدس تستغيث بمصر والدول العربية، ولا أحد يتمكن من تلبية النداء، بسبب حالة تدهور جديدة تعاني منها مصر ودول المنطقة العربية المشغولة بالتطاحن فيما بينها، فالسعودية والإمارات يشنون عدوانا في اليمن، ومصر بالكاد تحمي حدودها بعد عمليات ارهابية متتالية أودى آخرها بما يزيد عن 300 شهيد في مجزرة الروضة.