“لو سمحت يا حضرة الظابط، أنا واختفي أخفينا جثة ماما في الدولاب من 3 سنوات، وعايزين نخرجها لو سمحت” وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على مسامع الرائد عمر يوسف، رئيس مباحث قسم شرطة المنتزه ثانٍ، الذي انتقل فورا مع الطفل إلى مكان الواقعة ليثبت صدق راويته.
حيث تعود تفاصيل الواقعة إلى العقار رقم (30 د) في مساكن الضباط بمنطقة طوسون دائرة القسم، حيث عثرت القوة الأمنية على جثة والدة الطفلتين في الدولاب، في حالة تحلل تام ولم يبقي منها سوي الهيكل العظمي فقط، وقام الأطفال بتغطية الجثة بالعديد من المراتب حتي لا تنبعث الرائحة.
وهذا ما أكدته شهادة الجيران، حيث قالوا خلال التحريات أن هذه الأسرة كانت في حالهم ولا أحد يعلم عنهم أي شئ وأنهم أختفوا فجأة من دون إخبار أحد أي شئ، كما أكدوا أنهم طوال هذه السنوات لم يشعروا بوجود أي شئ غريب في الشقة ولم يشموا إي رائحة كريهة.
وأكد أحمد ومريم، أن هذه هي وصية والدتهم بسبب التفكك الأسري، طلبت منهم بعد أن علمت من الطبيب بأنها سوف تموت قريبات لتدهور حالتها الصحية، إخفاء أمر وفاتها عن جميع الأهل والأقارب وأزواجها السابقين، حتي يبلغوا عمر 21 عام ليتمكنوا من أخذ الأموال التي تركتها لهم.
وأضافوا أنهم أخوات فقط من الأم وكل واحد منهم لا يعلم شئ عن والده ولا يزوره، ولهذا خافت والدتهم عليهم ومن تدخل أحد في حياتهم قبل إتمامهم السن القانوني، ولهذا طلبت منهم هذا الأمر، وقاموا بشراء شقه أخري سكنوا فيها وقطعوا صلاتهم مع جميع الأهل والأقارب.
وحول العقوبة التي تنتظر الشقيقين، أكد المستشار سعد السعدني رئيس محكمة الإسكندرية الابتدائية السابق، أن القضية تعتبر جنحة وليست جناية فهي تقتصر على عدم الإبلاغ عن حالة وفاة وقت وقوعها، خاصة لعدم وجود شبهة جنائية وراء الوفاة، فمن المتوقع أن يكون الحكم غرامة وليس حبس.