شكر السفير الاسرائيلي في القاهرة “دافيد جوفرين” الحكومة المصرية عقب زيارة “غير معلنة” قام بها أمس إلى معبد “إلياهو حانبي” اليهودي في الأسكندرية رافقه فيها طاقم من السفارة ، وتضمنت الزيارة عدة لقاءات مع رجال أعمال وعلى رأسهم رئيس الطائفة اليهودية يوسف بن غاؤن ومهندسي ترميم المعبد الذين شرحوا للسفير اعمال الترميمات التي تقوم بها وزارة الآثار بالمعبد.
كما تضمنت الزيارة التي رفض التعليق عليها المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد مقام “أبو حصيرة” في دمنهور وهي الأولى من نوعها منذ 2011 ، وكانت المحكمة الإدارية قد حكمت في 2014 بإلغاء إقامة الاحتفالية السنوية لمولد الحاخام اليهودى يعقوب أبو حصيرة بصفة نهائية نظرا لمخالفته للنظام العام والاداب وتعارضه مع وقار الشعائر الدينية وطهارتها.
وهي الزيارة الثانية للسفير الإسرائيلي الذي قام بزيارته الأولى العام الماضى برفقة طاقم سفارته ولم تكن الحكومة قد اتخذت قرار ترميم المعبد بعد.
كيف تنظر إسرائيل إلى المعبد اليهودي في مصر
وكانت الحكومة المصرية قد قررت ترميم معبد “النبي إلياهو” وهو المعبد الذي استقبل المصلين اليهود منذ بنائه في 1354 م حتى مغادرة اليهود لمصر بعد إنشاء الكيان الصهيوني لما أسموه دولة إسرائيل ، وهي الخطوة التي وصفتها الجارديان آنذاك بالخطوة نادرة الحدوث ، وتعتبر اسرائيل المعبد دلالة على وجود طائفة يهودية كبيرة في مصر ساهمت في جميع مناحي الحياة العامة ، الأمر الذي كانت قد نفته المحكمة الإدارية التي جاء في حيثيات حكمها بمنع احتفالات “أبو حصيرة” :
” أن الدراسات التاريخية والأثرية التى قام بها العلماء والمؤرخون فى العالم خاصة العلماء الفرنسيين والألمان والإنجليز والايطاليين انتهت إلى أن اليهود كانوا أقلية ضئيلة فى مصر الفرعونية ولم يكن لهم شأن يذكر فى مصر القديمة، ذلك أن الآثار المصرية قد خلت من ذكر اليهود وقد خلت جدران المعابد من ثمة دليل على أن اليهود كان لهم شأن يذكر فى مصر القديمة، وأن تاريخ إسرائيل يبدأ من حوالى سنة 2000 قبل الميلاد بهجرة إبراهيم عليه السلام واتباعه إلى أرض كنعان حيث أقاموا بها بجانب الشعوب السامية الأخرى وأنهم كانوا يعيشون على شكل قبائل رحل فى الخيام وترعى الخنازير والأغنام وعندما حل القحط بها رحلوا منها إلى مصر الفرعونية لا كغزاة فاتحين وإنما كلاجئين من جدب كنعان وحطوا رحالهم فى حوش – فى محافظة الشرقية – ووجدوا فى مصر ضيافة كريمة وحرية واسعة واشتغلوا فى رعاية الماشية وكانوا أقلية وكانت مدة اقامتهم فى مصر لم تزد على مائتى عام حسبما جاء فى التوراة أو على الأكثر لم تزد على أربعمائة عام وفقا للرأى الغالب لعلماء التاريخ والآثار، حيث إن مجيئهم لمصر كان أثناء غزو الهكسوس لمصر حوالى 1650 قبل الميلاد وخرجوا منها بعد أن ذاقوا ألوان العذاب بسبب قيامهم بسلب المدن المصرية اذ سلبوا آنية الذهب والفضة والملابس الثمينة للمصريين كما جاء فى سفر الخروج 12:25:26 وذلك على مرحلتين الأولى فى عهد رمسيس الاول عام 1250 قبل الميلاد والثانية بزعامة موسى عليه السلام فى عهد الملك منفتاح الأول عام 1225 قبل الميلاد خرجو ليتيهوا فى صحراء سيناء إلى أن وصلوا إلى الضفة الشرقية من أرض كنعان”.
الترميمات التي أجريت على المعبد في السابق
سقط معبد “النبي إلياهو” خلال الحملة الفرنسية وقد كان أكبر المعابد اليهودية في الشرق الأوسط وظل مهدما حتى عام 1850، وتم إعادة بنائه على يد معماري إيطالي وكان يحكم مصر أنذاك الخديو اسماعيل.
معبد النبي إلياهو
هو معبد يضم مكتبة مركزية بها 50 نسخة قديمة من التوراة وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات لليهود من الفقراء والمرضى ومصابيح فضية مصممة بطرز قديمة ومقاعد خشبية تسع 700 شخص .
النبي إلياهو .. مخلص بني اسرائيل
النبي “إلياهو” هو أحد أنبياء بني إسرائيل الذي يعتقد اليهود بأنه حي لم يمت و أنه سيأتي في المستقبل وهو المبشر للخلاص النهائي لبني اسرائيل وقد فرض علماءهم على كل يهودي أن يضع كأسا لـ “إلياهو” على مائدة عيد الفصح الذي يعدونه ذكرى الخروج من مصر.
وقد جاء في التلمود أن إلياهو سوف ينزل إلى الأرض قبل مجىء المسيح المخلص فجاء فى «بسيكتا رباتى» فى تفسير ما جاء فى إشعياء 52/7 أن إلياهو سوف يأتى مبشرا قبل نزول المسيح بثلاثة أيام.