“القضاء على الفقر واجب حتمي في مجال حقوق الإنسان، وهو أيضاً ضرورة حتمية للتنمية وللسلام .
وهذا هو السبب في أننا بحاجة إلى العمل الآن لترجمة الوعود إلى واقع ملموس.” هذه رسالة منظمة اليونسكو في اليوم الدولي للقضاء على الفقر .
إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تعد بعدم ترك أحد خلفاً ، وتدعو إلى القضاء على الفقر بحلول عام 2030. ولهذا، نحتاج إلى إجراءات سريعة من جانب الحكومات لترجمة أهداف التنمية المستدامة إلى سياسات فعالة مدعومة بموارد مناسبة .
وتؤكد خطة عام 2030 على إدماج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للقضاء على الفقر، لذلك نحن بحاجة إلى إتخاذ إجراءات متكاملة في مختلف مجالات السياسة العامة، وتحقيق أقصى إستفادة من القدرات والموارد من خلال سياسات هادفة ترمي إلى تسريع وتيرة التقدم في جميع المجالات .
هذه هى أهمية قيادة اليونسكو في تعزيز التعاون من خلال التعليم والعلوم والثقافة والإتصال والمعلومات. وإلى جانب الأولويات العالمية للمنظمة والمساواة بين الجنسين. ويجب الجمع بين القدرات والملكية. وستكون الخطط الوطنية للقضاء على الفقر أقوى إذا كانت شاملة، وتدمج أصوات جميع قطاعات المجتمع .
ولكن القضاء على الفقر يتطلب أيضاً مشاركة أكبر من جانب جميع النساء والرجال، بدءاً من الشباب الذين يكون تمكينهم عاملاً أساسياً للنجاح .
فالفقر له وجوه كثيرة، سواء كان الأطفال جوعاً في أفريقيا أو الهند أو ما كانت الأم تكافح لتلبية إحتياجات أطفالها الصغار. وتتراوح أمثلة الفقر من متطرفة إلى ماهو غير محسوس تقريباً، وأعلنت الأمم المتحدة أن مكافحة الفقر هى أحد محاور أهدافها الإنمائية للألفية .
يرجع تاريخ الإحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر إلى يوم 17 تشرين الأول / أكتوبر من عام 1987. ففي ذلك اليوم أجتمع ما يزيد على مائة ألف شخص تكريماً لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو في باريس، وقد وقعت الأمم المتحدة إعلان حقوق الإنسان في عام 1948. وكانت المبادئ المركزية التي تم التعبير عنها في الإعلان منقوشة في حجر تذكاري تم الكشف عنه عند توقيع إعلان حقوق الإنسان في عام 1987. وقد أعدت نسخة متماثلة من الحجر وتم وضعها في جميع أنحاء العالم لتكون بمثابة مواقع لجمع كل عام للاحتفال باليوم العالمي للقضاء على الفقر .
وتوضع نسخة طبق الأصل من الحجر في حديقة مقر الأمم المتحدة، حيث يتجمع كل عام أفراد من جميع أنحاء العالم من شتى المعتقدات والأصول الاجتماعية لإعلان التزامهم من جديد إزاء الفقراء والإعراب عن تضامنهم معهم .
وفي عام 1992، اعتمد قرار، وأعلنت الجمعية العامة اليوم الدولي للقضاء على الفقر يوماً رسمياً يروج للأحداث “فيما يتعلق بالقضاء على الفقر والعوز”.
لذلك، يتطلب بناء مستقبل مستدام وأن نكثف جهودنا نحو القضاء على الفقر المدقع، والتأكد من أن بإمكان الجميع الممارسة الكاملة لحقوق الإنسان. يجب أن تكون المشاركة الكاملة للأشخاص الذين يعيشون في الفقر، ولاسيما في القرارات التي تؤثر على حياتهم ومجتمعاتهم في صلب السياسات والإستراتيجيات لبناء مستقبل مستدام .
والأهم من ذلك أن هذا اليوم هو فرصة للاعتراف بصراعات أولئك الذين يعيشون في فقر وتشجيع جهودهم وجهود كل من يعمل على القضاء على الفقر .
Sources
Unesco.org
Day of the Year