أعلن المركز الإعلامي لعملية “البنيان المرضوص”، في بيان تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أنه التقي مع أحد عناصر التنظيم الإرهابي داعش، الذي قام بارتكاب هذه الجريمة البشعة، والذي روى تفاصيل صادمة عن الواقعة المؤلمة.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز الإعلامي لعملية “البنيان المرضوص”، قد تمكن من القضاء على تجمع لعناصر تنظيم داعش خارج معقله الرئيسي في العراق والشام، كما يشار إلى أنه عقب أن تم نشر فيديو ذبح الأقباط المصريين قد شنت القوات المسلحة المصرية بالتنسيق مع نظريتها الليبية ضربات جوية استهدفت معاقل تنتظيم داعش في المدينة الساحلية سرت.
حيث قال الداعشي الشاهد على الواقعة، تفاصيل القيام بالجريمة كالتالي:
في أواخر ديسمبر من عام 2013، كنت نائما بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت، أوقظني أمير الديوان ويُدعى هاشم أبوسدرة وطلب مني تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر ليتوجه كلانا إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري بسرت، وعند وصولنا للمكان شاهدت عددًا من أفراد التنظيم يرتدون زيًا أسودًا موحدًا، وواحد وعشرين آخرين بزي برتقالي.. اتضح أنهم مصريون، ما عدا واحد منهم كان إفريقيًا”.
كانت الطقوس الجنائزية قد بدأت بل وتكاد تصبح إصدارًا مرئيًا سيُرعب العالم، يقول الشاهد، “وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو أبوالمغيرة القحطاني (والي شمال أفريقيا)، وعلمت من الحاضرين أن مشهدًا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم”.
“كان هناك قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه محمد تويعب – أمير ديوان الإعلام- وأمامه كاميرا، وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها أبوعبدالله التشادي- سعودي الجنسية- وهو جالس على كرسي أيضًا، إضافة إلى كاميرات مثبتة على الشاطئ”.
“فيما كان أبومعاذ التكريتي -والي شمال إفريقيا بعد مقتل القحطاني- المخرج والمشرف على كل حركة في المكان؛ فهو من يعطي الإذن بالتحرك والتوقف للجميع. أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لـ أبوعامر الجزراوي -والي طرابلس- ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات. وقد توقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة، فتوجه إليه رمضان تويعب وضربه، أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام، إلى أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم”.
“كان التكريتي لا يتوقف عن إصدار التوجيهات، إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد ووقف الجميع. بعد ذلك طلب التكريتي من الجزراوي أن يغير مكانه، ليكون وجهه مقابلًا للبحر، ووّضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث.. كانت هذه آخر لقطات التصوير”.
بعد انتهاء العملية أزال القائمون على عملية الذبح أقنعتهم، بحسب الشاهد، فتعرّف على كل من وليد الفرجاني، جعفر عزوز، أبو ليث النوفلية، حنظلة التونسي، أبوأسامة الإرهابي- وهو تونسي، أبوحفص التونسي، فيما كان الآخرون ذوي بشرة سمراء، وكان أبوعامر الجزراوي قائد المجموعة، الذي كان يلوّح بالحربة ويتحدث باللغة الإنجليزية، في صدارة المشهد.
أمر القحطاني بإخلاء الموقع، فكانت مهمتي حمل بعض الجثث في سياراتي والتوجه بإمرة المهدي دنقو لدفن الجثث جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر”.