لا يعرف العالم كوريا الشمالية بصورة كاملة إلا عن طريق السياسة وصراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية لأنها دولة نووية قوية، لكن صحفي كاثرين باك، الذي يراسل موقع الديلي ميل سعى إلى رؤية كوريا الشمالية وتسجيل فيديوهات وصور لها كسائح فبدأ الرحلة التي سننقلها لكم في تقريرنا التالي.
علم الصحفي كاثرين باك أنه يمكن السفر إلى كوريا الشمالية عبر زورق سريع من الصين يعبر به نهر (يالو) الذي يفصل بين البلدين، لذلك قرر أن يرى هو وصديقته إذا ما كان ذلك ممكنا بالفعل.
بدأت رحلته في القطار من بكين إلى داندونغ في الصين والذي يسمح إلى السياح الصينيين أن يلقون نظرة سريعة على كوريا الشمالية.
وبمجرد أن وصل كاثرين هو وصديقته إلى داندونغ قررا السير نحو الشرق وشاهدوا مجموعة من الباعة الذين يبيعون العملة والسجائر خارج كوريا الشمالية، بالاضافة إلى كوريات ترتدي الهانبوك، الملابس التقليدية في كوريا الشمالية، لكن لم يكن هناك أي لافتات تدل على وجود زوارق سريعة.
زوارق سريعة من الصين تؤدي إلى كوريا الشمالية
وبعدما سار كاثرين هو وصديقته لمدة ساعة ونصف عثروا على تاكسي سائقه كان يتحدث قليل من الإنجليزية لأنه صيني اندريني لدرجة أن تطبيقات الترجمة لم تعمل بصورة جيدة على الهواتف، لكن فجأة قال السائق لها : ” أنا أعرف ما تريدون .. اسمحوا لي أن أصحبكم إلى هناك “.
وسار سائق التاكسي بالصحفي كاثرين وصديقته لمدة 25 دقيقة على ضفاف النهر حتى وصلوا إلى محطة للسيارات بجوارها مرسى وكوخ صغير، يتواجد عليه عدد كبير من السياح الذين يرتدون معاطف النجاة الصفراء الفلروسونت اللامعة وأمامهم طابور من الزوارق السريعة على طول الرصيف وصل عدده إلى عشرين زورق.
ودفع كاثرين وصديقته 180 يوان أي ما يساوي 22.50 جنيه استرليني، وأغلب سائقي الزوارق رفضوا اصطحاب السياح الغربيين خوفًا من المخاطر المحتملة لكن في نهاية المطاف عثروا على زورق سريع يقبلهما.
يقول كاثرين الصحفي بصحيفة الديلي ميل إن القارب السريع كان مليء بالثقوب وتغطيه الأوساخ، وسترات النجاة كانت ممزقة بعض الشيء أيضًا، والقارب كان يحمل على متنه ثلاثة من الغربيين فقط ورفض الصينيون ركوب القارب السريع معهم.
وانحرف القارب الذي استقله كاثرين والغربيون وطلب منهم اغلاق هواتفهم المحمولة والكاميرات قبل الدخول إلى مياه كوريا الشمالية، لكن كاثرين تمكن من التقاط صورة واحدة لمزرعة صغيرة داخل الحدود الكورية الشمالية المتاخمة لحقل مزروع به الذرة.
وذهب كاثرين وصديقته إلى عجوز استقبلهم في قارب صيد قديم ووافق على أن يكون مرشدهم السياحي، وعرض عليهم أن يشترون حزمة من السجائر.
وأضاف كاثرين أنه كان هناك قارب يوجد على متنه أحد حرس الحدود الكوريين الشماليين ويحمل في يديه سلاح كلاشينكوف ايه كي47 فتحدث مع مرشدهم السياحي ساخرًا من كاثرين وسأله إذا ما كان هناك أي أمريكي الجنسية على متن القارب فأسرع بالرد نفيا وقال له لا إنهم جميعا إنجليز.
حرس الحدود لم يعجبه على الاطلاق السياح الغربيين الذين وصلوا إلى كوريا الشمالية، ولكن سمح لهم الذهاب إلى الريف الفارغ من السكان.
وذهب كاثرين والفوج السياحي إلى جولة سياحية على طول النهر من الجانب الكوري الشمالي لمدة 25 دقيقة، مع تجنب الأماكن التي بها الكثير من الكوريين الشماليين، وكانت هناك الكثير من المناظر الطبيعية الجميلة التي لم يمسها أي شيء سوى أنابيب النفط التي خترقها وتذهب إلى التلال القريبة منها.