في حقيقة الأمر مرض السكر هو واحد من أكثر الأمراض شيوعاً، وكذلك من أفتكها على المدى البعيد لما له من تأثير على معظم أجهزة الجسم الحيوية، فهو أحد أهم أسباب تصلب الشرايين والتهاب الأعصاب الطرفية وتلف شبكية العين والسمنة وغيرهم من الأمراض التي قد تودي بحياة الإنسان مالم يكترث، ويأخذ الحذر ويتعامل معه كما ينبغي ليتحكم المريض بالسكر بدلاً من أن يتحكم هو به.
علامات ماقبل الإصابة بمرض السكر وكيفية التنبؤ به
ولعل ما قبل الإصابة بمرض السكر أو كما يصطلح عليه طبياً ب”pre-diabetic” هو في الأصل لا تأتي بشكوي من المريض لكنها يتم التعرف عليها من خلال تحليل الدم الروتيني؛ والذي يفضل أن يتم إجراؤه لمن تخطى سن ال40 عاماً بين الحين والآخر للاطمئنان، ويعتمد الطبيب على تحليل الجلوكوز في الدم في الحالات الثلاث: صائم وفاطر و عشوائي، ومن الطبيعي أن يكون نسبة التحليل إذا كان صائم بين 70-110 مل جرام لكل ديسيلتر، لكن في حالة ما قبل الإصابة بمرض السكر تكون النسبة بين 110 و 130 مل جرام لكل ديسيلتر.
ولا يمكن الاعتماد كلياً على تحليل مستوى الجلوكوز في الدم لبناء التشخيص، بل يجب التأكد بإجراء تحليل اختبار ” تحمل الجلوكوز” أو ما يعرف ب”glucose tolerance” وه ببساطة اختبر معملي يعطى فيه الطبيب للمريض 75 جراماً من الجلوكوز ليتناوله وبعد ساعتين يتم فحص مستوى الجلوكوز في الدم، فإذا كان المستوى بين ال140 و 200 ملليجرام/ ديسيلتر تعتبر حالة ما قبل السكري.
ما يجب فعله حال الإصابه بمرض ” ماقبل السكري”
هناك عدد من الدراسات والأبحاث أكدت أن المريض الذي يعاني من علامات ما قبل الإصابة بالسكر والذي هو عرضة للإصابة بمرض السكر، إذا اتبع النظام الغذائي السليم وتجنب الأغذية التي تزيد من نسبة الجلوكوز في الدم وترهق البنكرياس بإفراز الإنسولين كالنشويات والدهون والسكريات، فإن احتمالية إصابته بمرض السكر تقل بشكل ملحوظ.
لذلك ننصح من هو فوق سن ال40 أو 45 بإجراء فخص روتيني كل عام تقريباً، للاطمئنان أولاً وتجنب المضاعفات التي قد تنتج عن عدم أخذ الحيطة واتباع الإجراءات الطبية السليمة.