تلقت مصر ببالغ الحزن والاسى وفاة ابن من أبنائها الوطنيين، رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع التقدمي الوحدوي، ورئيس تحرير جريدة الأهالي الناطقة باسم الحزب عن عمر يناهز 85 عاما، مساء أمس الخميس في منزله، وشُيّع جثمان الفقيد رفعت السعيد بعد أن أقيمت صلاة الجنازة عليه ظهر اليوم بمسجد المقطم، في حضور عدد من الشخصيات العامة، ووري الثرى إلى مثواه الأخير بمقابر الغفير.
وعن السبب الحقيقي لوفاة الفقيد رفعت السعيد قالت حياة الشيمي عضو جبهة نساء مصر وعضو حزب التجمع، بأن السبب يعود لخضوعه لعملية جراحية كبيرة وخطرة، منذ نحو ثلاث سنوات، وبقي في مرحلة علاج منها والتشافي منذ ذلك الحين، وأضافت:” أن موته كان مفاجأة بالنسبة لأعضاء الحزب وأسرته، وأن لكل أجل كتاب”.
تفاصيل عن مسيرة حياة رفعت السعيد السياسية:
الدكتور رفعت السعيد مسيرة حياته مليئة بالأحداث والعمل السياسي، وُلد في 11 أكتوبر 1932 ترأس حزب التجمع خلفا لخالد محي الدين، نهل العلم في مدارس مصر، واكمل تحصيله العلمي العالي في ألمانيا وحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية، ونال شهرة واسعة في الفترة الممتدة بين الأربعينات وحتى السبعينات من القرن الماضي بسبب مناصرته واتهامه بالفكر الشيوعي، عُرف عنه طيلة حياته السياسية بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر، وكانت معارضته للرئيس محمد أنور السادات أشدها.
آراؤه السياسية عرّضته للاعتقال عدة مرات، إحداها كانت في عام 1978 بسبب مقال بعنوان ” يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن” وكانت المقال موجهة لزوجة الرئيس السادات، ” جيهان السادات”.
انتقد جماعة الأخوان المسلمين بشدة ويعتبر من أكثر المعارضين وأشدهم عداء للجماعة، وله مؤلفات عديدة ينتقد فيها حركات الاسلام السياسي منها ” حسن البنا: متى؟.. كيف؟..لماذا؟” و ” ضد التأسلم”، وبحسب معتقدات رفعت السعيد أن جماعة الإخوان المسلمين كانت السبب في خروج اليسار السياسي من العملية السياسية، بسسب خلطها للدين بالسياسة وفق اعتقاده.
لم يخل عمله ومساره السياسي من انتقاد حتى من أعضاء في حزب التجمع، أثناء توليه لرئاسته، ومن بين هؤلاء عبد الغفار شكر، حيث وصفوه بأنه حرف من مسار الحزب، ليصبح حزبا ضعيفا مهادن لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد أن كان أكبر حزب معارض في مصر إبان حكم الرئيس محمد أنور السادات، مما دفع مجموعة من المعترضين للانشقاق عن حزب التجمع وتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عقب ثورة 25 يناير 2011.