محمد الحنفي هو أحد أفضل الحكام بالدوري المصري هذا العام إن لم يكن أفضلهم، حيث يتسم بالهدوء والثبات الانفعالي، وهذا ما جعله ينال ثقة لجنة الحكام بقيادة عصام عبد الفتاح الذي اسند له الكثير من المباريات الصعبة خلال العام المنقضي، وبالتحديد المباريات التي تبعت الأزمات التحكيمية مع قطبي الكرة المصرية والتي كان فريق مصر المقاصة طرف أصيل في كلاهما.
وقد شهدنا الحنفي في مباراة الداخلية وطنطا الأخيرة في ثوب جديد كأول حكم فيديو في مصر بجانب الحكم محمود عاشور الذي شهدنا هو الأخر في مباراة أسوان ووادي دجلة، في التجربة التي قيمها الكثير بالفشل وتسببت في حالة كبيرة من الجدل عبر السوشيال ميديا. ولذلك فقد التقينا بالحكم الدولي محمد الحنفي لمعرفه تقيمه وملاحظته حول هذه التجربة، وعن حقيقة تفويت فريق طنطا لمباراته مع الداخلية، وعن الكثير من القضايا الشائكة بمصر وكان حديثنا معه كالتالي:
في البداية عرفنا أكثر عن محمد الحنفي بعيد عن التحكيم؟؟
دعني في البداية ارحب بك في منزلي، أنا من أسرة تتكون من 5 أشخاص، والدي ووالدتي رحمهم الله، وشقيقتين أكبر مني، ومثلما تري أنا أقيم بمنطقة شعبية ولي بها بعض الأصدقاء التي تتخطي صداقتي معهم العشرون عاما، ولدي الآن أبنتين وولد، وأعمل في أحد شركات قطاع البترول.
متي بدأت ممارسة التحكيم وهل تتذكر أول مباراة قمت بتحكيمها؟؟
سأحكي لك ولأول مرة قصة دخولي التحكيم، لقد كنت لاعبا في فريق إيسكو، وكنت أري نفسي لاعبا عاديا لست فذا، وقد نصحني صديقي الحكم أشرف عبد الواحد بالعمل في مجال التحكيم مؤكدا لي أنه يري في شخصي مواصفات الحكم، وتوقع لي النجاح فيه قائلا ” أنت بارد وعشان كده هتنجح، ووافقت بعد كثير من التردد وقمت بالتقديم، ثم بدأت أتواجد بالمحاضرات لأتعلم من الكابتن خليل حامد أصول التحكيم، ولكني كنت أخوض التجربة دون أهتمام ولم أجتهد وأذاكر ودليلي علي ذلك أني نجحت بالرفع.
وفي أحد الأيام قال لنا الحاج ” ناجي ” مدير المنطقة من يمتلك زيا تحكيميا، يأتي ليأخذ مباريات، فحل لي هذه المشكلة أيضا أشرف عبد الواحد وأعطاني زيه التحكيمي، وأسند لي في أولي تجاربي عام 2002 ثلاث مباريات في يوم واحد للناشئين، بمركز شباب الجزيرة والجزيرة سبورت، وأحد الفرق الأخري، وكان أجر المباراة في ذلك الوقت10 جنيهات، وبعد انتهاء هذا اليوم أحببت وعشقت التحكيم وقررت أن لا أتركه.
ماهي أول مباراة تحكيمية لمحمد الحنفي بالدوري الممتاز؟؟
كانت أولي مبارياتي بالدوري عام 2008 في مباراة جمعت بين أسمنت السويس وأنبي.
متي أصبحت حكما دوليا؟؟
في عام 2012.
قدمت موسما رائعا هذا العام وحظيت بثقة الكابتن عصام عبد الفتاح الذي اسند لك الكثير من المباريات الهامة والصعبة، فما سر هذا التألق؟؟
أرجع الفضل إلي الله أولا ثم لمجهودي الكبير في التدريبات للحفاظ علي لياقتي، ومشاهدتي الدائمة للمباريات، للتعلم من أخطائي وللتطوير من نفسي، والحمد لله ليست لي أي مشكلة مع أي من الأندية ولم يعترض أحد علي تحكيمي له، وأتمني دائما أن أكون عند حسن ظن الجميع.
ماهي أصعب مباراة توليت تحكيمها هذا العام بالدوري؟؟
لقد حكمت الكثير من المباريات الهامة والصعبة، ولكن أصعبها بالنسبة لي كانت مباراة الزمالك وسموحة، لأنها كانت أولي مباريات الزمالك بعد تراجعه عن قرار الانسحاب من البطولة بسبب أزمة مباراتهم مع المقاصة بسبب خطأ تحكيمي، وقد وفقني الله فيها وانتهت بهزيمة الزمالك بهدفين نظيفين دون أن يعترض عليا أحد.
بأمانة شديدة، هل راضي عن مستوي التحكيم المصري بشكل عام هذا الموسم؟؟
راضي عن مستوانا ولكن مازال لدينا الأفضل، والتحكيم المصري متميز علي مر التاريخ ومصنف جيدا لدي الاتحاد الأفريقي الذي يسند لنا الكثير من المباريات الهامة.
هل الأستوديوهات التحليلية هي سبب رئيسي في الهجوم علي الحكام ؟؟
أكن كل تقدير واحترام لكل أستاذتي بهذه الأستوديوهات، ولكن تختلف آراءنا في بعض الأحيان حول بعض القرارات، وأوقات أخري نتفق معهم ونعترف بوجود خطأ، ولكن الكل يعلم أن اتخاذ القرار من خلال الفيديو أسهل بكثير من قرار الحكم الذي يأخذه في جزء من الثانية، ونتحدث معهم كثيرا بطريقة ودية.
ماهو عدد المباريات الأفريقية التي قمت بتحكيمها هذا العام وماهي أصعبها بالنسبة لك؟؟
لقد قمت بتحكيم 4 مباريات أفريقية هذا العام وتعد أهمهم بالنسبة لي هي مباراة شبيبة القبائل الجزائري وإيتول الكونغولي ببطولة الكونفدرالية،والتي شهدت حضور جماهيري كبير لحاجة الفريق الجزائري لنقاط المباراة الثلاث، وظل متعادلا طوال المباراة قبل أن يسجل هدف الفوز في الدقيقة 90 من عمر المباراة.
نشاهد الكثير من الأخبار الكاذبة حول أعتزال أيمن دجيش رغم تألقه في الملاعب، فما تعليقك علي هذا الأمر وبما تنصحه؟؟
تربطني علاقة قوية بأيمن دجيش وأعلم جيدا أنه لم يتخذ قرار اعتزال التحكيم حتى الآن وسط أستمرارية تألقه وحفاظه علي أسمه ومكانته، فنحن نطمئن كثيرا عندما يكون مساعدا لنا في المباريات، ولذلك أطالبه بالبقاء.
شهدت مباراة الداخلية وطنطا ظهورك كأول حكم فيديو مصري، فما هو تقيمك لهذه التجربة الجديدة بعدما شهدت السوشيال ميديا حالة من السخرية من من حجم التلفزيون وبعض الأمور الأخري؟؟
بكل صراحة أري التجربة ناجحة رغم ضعف الإمكانيات، فرغم صغر التلفزيون ولكني كنت متابع جيدا من خلاله لكل الأحداث، وكنت أستمع جيدا إلي صوت مخرج اللقاء لدرجة أنني طالبته يخفض درجة الصوت، ولكني أتمني أن يشهد المستقبل أمكانيات أفضل بالنسبة لحجم التلفزيون، والدسك، ومن الأفضل أن يتواجد حكم الفيديو في الجهة المعاكسة للأجهزة الفنية والبدلاء، أما عن السخرية فقد طالتني ببعض الصور الساخرة عقب نهاية المباراة، وقد داعبني الزميل محمود البنا وأرسل لي صورة متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إثناء تجربة الفيديو وأنا أشرب الشيشة، وعندما طالبته بمسحها فقال لي ” دي مصر كلها نشرها”.
ماهي الحالات التي يجب علي حكم الفيديو التدخل بها، وهل هو من يتخذ القرار أم يتوقف دوره عند استدعاء حكم المباراة؟؟
الضرب بدون كرة، وأخطاء التسلل في حالة إلغاء هدف صحيح، وأخطاء ضربات الجزاء، وتخطي الكرة خط المرمي، وفي حالة وضوح الخطأ بالنسبة لحكم الفيديو يحق له اتخاذ القرار وإبلاغ الحكم به دون استدعائه.
تسببت مباراة الداخلية وطنطا في حالة من الجدل بعد اتهام البعض فريق طنطا بتفويت المباراة، فبكل أمانة وبحكم خبرتك في الملاعب هل لحظت تخازل أو تعاطف من لعبي طنطا وبالتحديد في الشوط الثاني؟؟
لقد مررت بهذه التجربة كثيرا خلال مسيرتي التحكيمية وشهدت لاعبين تستعطف البعض بالبكاء ورأيت لاعبين يقبلون أيدي لاعبي الفريق المنافس للتعاطف معهم، أما عن مباراة طنطا فأني أراها ضعيفة فنية جدا، وقد لحظت بعض التراخي أو التعاطف من بعض لاعبي طنطا وليس جميعهم.
صرح الكابتن خالد عيد المدير الفني لطنطا مع شوبير أن أحد مدربي فريق الداخلية توجه إليهم وصرخ في وجهم قائلا أنتم عايزين أيه، فهل رأيت هذا المشهد أو أي مشهد مشابه؟؟
بكل صراحة لم أشاهد هذا المشهد أو أي مشهد مشابه لتركيزي مع الأخطاء التحكيمية.
لو كنت رئيس اتحاد الكرة، ماهي أول القرارات الخاصة بالتحكيم التي تتخذها؟؟
دعنا نعترف بكل أمانة أن الاهتمام بالحكام تقدم جيدا وأصبح مرضي بالمقارنة مع الماضي ولكننا لم نصل إلي الأفضل بعد، فيبلغ بدل المباراة الآن 2700 جنيه، وهذا الرقم يعد ضعيف جدا في ظل حالة الغلاء وارتفاع جميع الأسعار، فلو كنت رئيس اتحاد الكرة فأول قرار سيكون رفع بدل المباراة بالنسبة لحكم الدوري الممتاز إلي 10000 ألاف جنيه، و5000 ألاف لباقي الحكام، حتي يتفرغ الحكم للعمل بالتحكيم فقط، فدعنا نعترف أنه لا يوجد حكم في مصر محترف وكلنا هواة ولدينا أعمال أخري.
أسم وتعليق:
وزير الشباب والرياضة؟؟
من أفضل من تولوا هذا المنصب ويبذل مجهودات ضخمة من أجل حل جميع المشاكل الرياضية، وأتمنى بقائه لسنوات عدة.
عصام عبد الفتاح؟؟
لم أشاهد رئيس لجنة حكام مثله يقدم كل ما لديه من جهد وعلم للنهضة بالتحكيم المصري.
رضا البلتاجي ؟؟
شخصية رائعة كنت أتمني بقائه بمنصب رئيس لجنة الحكام ولكن الظروف لم تساعده.
جمال الغندور؟؟
صاحب فكر عالي جدا، وأتمني أن يكون موجود بجانبنا دائما سواء كان داخل اللجنة أو خارجها
المحلل أحمد الشناوي؟؟
أحب تقيمه للحكام.
مرتضي منصور؟؟
أقولها بكل صدق ودون نفاق أنا أحب هذا الرجل وأري شخصا طيبا، ولكن أكثر ما يعيبه ويتسبب في نقده، هو الرغبة في الظهور إعلاميا بشكل مستمر.
العميد حسام حسن؟؟
سأروي لك أخر المواقف التي جمعتني به في مباراة المصري وأسوان، حيث لحظته يعترض خارج الملعب مطالبا باحتساب ضربة جزاء لفريقه، وبعد انتهاء الشوط الأول وإثناء خروجنا من الملعب، قولت له ياكابتن حسام أنا بحبك فقال لي وأنا كمان بحبك ياكابتن حنفي، فقولت ” لا أنا بحبك جدا ياكابتن حسام فعشان خاطري بلاش تضطرني أني أجي لحد الخط وأطردك لأني مش حبب أعمل كده”، فامتثل وقال لي ماشي ياكابتن حنفي.
أحمد عيد عبد المالك؟؟
في مباراة الجيش وطنطا الأخيرة بالقاهرة، اصطدمت الكرة بكتف لاعب طنطا داخل منطقة الجزاء، وظل أحمد عيد يصرخ ويخبط كفيه في بعضهم ويقول لي ” أزي ياكابتن حنفي أنت حكم كبير يا نهار أسود.. أزي الكرة واضحة خالص.. دي مصيبة وهتشوفها في الإعادة”، حتي كاد أن يجعلني أرتاب من قراري، وبعد المباراة رأيتها في الفيديو وتأكدت من صحة قراري فناديت عليه ليشاهدها فضحك وقال لي ” والله أنتا أفضل حكم في مصر ياكابتن حنفي”.
جهاد جريشة؟؟
حكم كبير جدا وشئت أم أبيت فهو ممثلنا في كأس العالم، ولذلك فيجب علينا جميعا تدعيمه ومساندته، وقد حرصت كثيرا علي خوض التمرين معه بكل قوة حتي أحفزه لكي يكون عند أفضل حال.