حققت مواقع التواصل الإجتماعي على مختلف انواعها، في الآونة الاخيرة، نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا على سطع الكرة الأرضية، لا يختلف عليه اثنان، وإن كانت تختلف النسب من بلد إلى بلد ممن يملكون حسابات على مواقع التواصل، ففي الولايات المتحدة يملك نحو 85 من المواطنين البالغين حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، ويملك 60 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً حسابات أيضاً.
وأما الذين يستخدمون الانترنت على وجه الكرة الارضية فتبلغ نسبتهم 50% من سكان الارض، في أوروبا لوحدها، تبلغ النسبة 45%، والدول العربية نحو 50 %، وتصل إلى 95% في دول معينة كالإمارات ، و80% في السعودية، و65 في المائة في المغرب، و40 في المائة في مصر، وفي الدول الإسلامية غير العربية: 60 في المائة من السكان الأتراك، و25 في المائة من الإندونيسيين، و30 في المائة من الباكستانيين.
أمام هذه الأرقام من مستخدمي الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، وخاصة في الدول العربية والإسلامية، مما دعا الحكومة الأمريكية لاتخاذ قرار يقضي بمراجعة حسابات الأنترنت لكل من يرغب بالحصول على تأشيرة دخول إلى أراضي الولايات المتحدة،
ولتحقيق ذلك أكد مسؤول في الخارجية الأمريكية بأن رئاسة وزارة الخارجية الأمريكية طلبت من كافة سفارات الولايات المتحدة في الخارج بإجراء جمع معلومات أكثر عن طالبي تأشيرة الدخول، ومن تلك الإجراءات القيام بفحص صفحات هؤلاء على مواقع التواصل الإجتماعي، وأوضح المسؤول بأن هذا الإجراء الجديد بالقول: ” جزء من جهودنا لمنع دخول إرهابيين، أو ما نعتقد أنهم سيكونون إرهابيين، وذلك من أجل الحفاظ على أمن الوطن”.
وأضاف المسؤول بأن التدقيق يشمل نوعين من طالبي تأشيرة الدخول، سواء منهم الراغبين بالزيارة أو الذين يريدون الهجرة إلى أميركا، وسوف يتم توجيه أسئلة إضافة للأسئلة التقليدية، إلى هؤلاء من قبل القنصل الامريكي، وتتضمن استمارة طالب تأشيرة الدخول، كتابة البيانات التالية:
أولاً: بند جديد، “كتابة اسمك في أي موقع في الإنترنت، أو في أي وسيلة نشر، أو المشاركة بمواد مثل صور، وفيديوهات، خلال الخمس سنوات الأخيرة”.
ثانياً: تفاصيل جديدة في بنود سابقة، “هل سافرت إلى أي بلد غير بلدك، أو بلد إقامتك، خلال آخر 15 عاماً؟ إذا نعم، قدم تفاصيل كل سفر، وأمكنة السفر، وتواريخ السفر، وفترات السفر، وطرق الإنفاق على السفر.
ثالثاً: اكتب الأسماء الكاملة لأولادك وبناتك، وتواريخ ميلادهم، كباراً أو صغاراً، أحياء أو أمواتاً
رابعاً: عناوين إقامتك خلال آخر 15 عاماً.
خامساً: أسماء أمكنة عملك خلال آخر 15 عاماً.
هذا الإجراء الجديد من السلطات الأمريكية لاقت غضبا واستياءا لدى الناشطين الحقوقيين، فقد هبّت منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، لانتقادها، وظهرت ردود فعل متباينة، فقال محامون ومدافعون عن المهاجرين، إن طلب معلومات تفصيلية منذ 15 عامًا، هل من المتوقع أن يتذكر طالبو الحصول على التأشيرة كل حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إن ذلك سيؤدي إلى أذية متقدمين يقعون في أخطاء غير مقصودة، أو لا يتذكرون كل المعلومات المطلوبة.
ومن جهته ، باباك زادة، محامٍ في سان فرانسيسكو، قال : ” إن الأسئلة الجديدة تمنح سلطات تعسفية لمسؤولي القنصليات في تحديد من يحصل على التأشيرات دون مراجعة فعّالة لقراراتهم”.