تأتي زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية في هذه الآونة – أواخر مارس/آذار 2014 – كمؤشر إيجابي يسعى نحو تحسين العلاقات بين البلدين بعد الفترة الماضية التي ساد فيها الكثير من التوتر، نظرًا للسياسات الأمريكية المتبعة في المنطقة والتي تتعارض أحيانًا مع المصالح السعودية، أو على الأقل تبدو غير مفهومة أو واضحة المعالم للإدارة السعودية.
من المعروف عالميًا ومحليًا أن السعودية تعتبر من أكثر الشركاء الاقتصاديين والسياسيين لأمريكا في الشرق الأوسط، وتعتبر هذه هي الزيارة الثانية لأوباما بعد زيارة يونيو/حزيران 2009.
ويأتي سبب توتر العلاقة بين البلدين، اعتراض الحكومة السعودية على تصرفات الإدارة الأمريكية في المنطقة، وموقفها المهتز – حسب رؤية الإدارة السعودية – تجاه بعض القضايا الحاسمة في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، والثورة المصرية، والاجتياح العسكري لسوريا.
تخوف السعودية من العلاقات الأمريكية – الإيرانية
وحسب رؤية فرانك جاردنر – مراسل قناة بي بي سي للشئون السياسية في منطقة الشرق الأوسط – فهو يظن أن السعودية ترى أن موقف أمريكا تجاه إدارة الملف المصري “فاشل” بمعنى الكلمة.
بينما تتخوف من العلاقات الأمريكية-الإيرانية، وتأثيرها على وضعها السياسي والعسكري في المنطقة.
وكعادة أمريكا – فيما يتعلق بالكثير من القضايا المهتزة في المنطقة – تُفضل أن تظل على الحياد حتى تتضح الصورة، ثم تتخذ القرار الأمثل حيالها، وربما كان هذا هو سر تأخرها في اتخاذ قرار عسكري واضح بشأن الملف السوري.
لذا وبناءًا على ما سبق يتوقع المحللون السياسيون أن تكون هذه الزيارة بداية لتليين العلاقات فيما بين البلدين، ومحاولة لتجديد وتوطيد العلاقات القديمة.