تجرد شاب من مشاعره الإنسانية والرحمة وقام بقتل والدته التي كانت هي السبب في قدومه إلي هذه الحياة، هي التي حملته ببطنها 9 أشهر، هي التي عانت وتحملت لتربيته، هي التي تألمت لألمه، وسهرت لمرضه، هي الأم التي امرنا الله بان لا نقل لها ” أوفا “، وأكد لنا أن أفضل رحمة بعد رحمته سبحانه وتعالي هي رحمة الأم بطفلها.
وكانت بداية وتفاصيل القضية عندما تلقي المقدم محمد رضوان رئيس مباحث المطرية بلاغا من ” وائل فراج ” 39 عاما والمقيم بدائرة القسم، والتي سبق اتهامه في عدد 6 قضايا مختلفة والتي كان أخرهم قضية رقم 7504 لسنة 2007 ” حيازة مخدرات “، باكتشافه مقتل والدته عند عودته من الخارج.
وعلي الفور توجه فريق من البحث الجنائي إلي مكان الواقعة فوجدوا جثة المجني عليها مسجاة علي الأرض بغرفة نومها بكامل ملابسها وأنها مصابة بجرح قطعي باليد وذبح بالرقبة وعدة طعنات بالبطن، بينما وجدوا شباك الغرفة مكسور من الداخل.
وقد أمر اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة للمباحث بتشكيل فريق من البحث الجنائي بقيادة مدير المباحث الجنائية، وبمباشرة التحقيقات والتحريات مع أهلها وجيرانها حول وجود خلاف لها مع أحد يستدعي أن يقتلها فلم يتم الوصول إلي أحد.
ولكن بمباشرة التحقيقات لأكثر من مرة مع المبلغ عن الحادث والد القتيلة بدأ يرتبك ولحظوا عليه اختلاف أقواله في كل مرة يتم بها استجوابه ووجود بعض الجروح الحديثة في يده، وعند سؤاله عنها فنكر وقال أنها جروح مر عليها شهور، وبتكثيف التحقيقات معه انهار المتهم واعترف بكامل جريمته.
قال المتهم: كنت أعتمد بشكل يومي علي والدتي التي تعمل عاملة نظافة، ولم أفكر يوم في العمل، وعمرها ما كنت تحرمني من حاجة ولا ترفض لي طالب، ولكن مع الفترة الأخيرة زاد إنفاقي علي المواد المخدرة، وعندما شكت في أمري واعترفت لها بأني أتعاطي المخدرات وفكرت في بداية الأمر أن تقطع عني المصروف ولكن تراجعت خوفا من أقتل أو اسرق لشراء المخدرات، وأعطتني الأموال بعدما وعدتها عن الابتعاد عن المخدرات.
وبعد فترة تأكدت أمي أنني ما زلت أشتري المخدرات، فرفضت أن تعطني أموال مرة أخري، ففكرت أن اسرق أموالها وحلاقها الذهبي، ولكن تمهلت وقولت لنفسي وعندما تطردك من المنزل فماذا تفعل؟ فقررت أن اسرقها وأقتلها لكي تكون الشقة هي حق لي.
انتظرت حتي نامت وأخذت سكينة من المطبخ وتسللت إلي غرفتها وكتمت انقاسها فحاولت مقاومتي فقومت بطعنها بالبطن واليد وذبحها، وبعدما تأكدت أنها ماتت، بدأت ابحث في الشقة فلم أجد ألا حلق ذهب ومبلغ يقدر بــ 200 جنيه كانت تخفيهم عني.
وأكمل، لقد قمت بالتخلص من ملابس الغريق بالدم والسكين المستخدم بإلقائهم في مقلب قمامة، واشتريت بـ 15 جنيه مخدرات، ثم قمت بكسر الشباك محاولا أن أضلل المباحث وقمت بالاتصال بالشرطة لأخبرهم عن مقتل والدتي، موضحا أن خطط بطريقة احترافية لتنفيذ جريمته ولم يتخيل أبدا أن ينكشف أمره.