تروي الطفلة ياسمين محمد ناصر محمد صاحبة العشر سنوات، طالبة بالصف الخامس الابتدائي بقرية “سرياقوس” محافظة القليوبية، أنها عادت يوم الأربعاء قبل الماضي من المدرسة كما هو معتاد وقامت بخلع ملابس الزي المدرسي وذهبت مسرعا إلي “الغيط ” لتساعد والدها وجدها وعمها في أعمال الزراعة التي تعشقها.
ثم فوجئت برجال الشرطة يبحثون عن بعض تجار المخدرات والذين فارو منهم بمنطقة المثلث الذهبي، ومع مرور بعض الوقت شاهدت رجال الشرطة ومعهم قوات الأمن المركزي يحاصرون المنطقة ليطاردون أحد تجار المخدرات الهاربين والمختبئين داخل الأراضي الزراعية المجاورة لأرضهم.
وفجأة سمعوا ضرب ناري مكثف أصابهم بالفزع وأخذ كل منهم يحاول الفرار، فقامت ياسمين بالاختباء خلف شجرة التوت، وبعض بضع دقائق توقف إطلاق النيران، فأسرعت لتطمئن علي حال أبيها وجدها، فوجدت جدها بالقرب منها يقع علي الأرض وينزف من رأسه، فقامت ياسمين بحمل رأس جدها ووضعها علي ” حجرها ” وهي تبكي وتحاول أن توقف النزيف ” وتصرخ جدي جدي “، مؤكدا انه كان يفتح عينه ثم يغلقها كثيرا وفي كل مرة ينطق الشهادة.
وما حدث لجدها وعدم رؤيتها لوالدها حتي هذه اللحظة أصابها بالهلع والفزع عليه، فتركت جدها وذهب لتبحث عن أبيها، فوجدته واقع علي الأرض ينزف بشدة هو الأخر، فظلت تبكي وتصرخ صراخا هيستريا حتي انتبه إلي صوتها ووصل إليها بعض من أهالي القرية، ثم فوجئت بعمها يقع علي الأرض هو الأخر مصاب بطلقة في يده وتبين له أنه جاء مسرعا ليطمئن عليهم إثناء ضرب النار فأصيب بطلقة في يده.
وأكملت ” ياسمين ” أن القوات حملت الجثتين علي سيارة ربع نقل وذهبت مسرعا إلي مستشفي السلام ولكن كان والدها وجدها قد فارق الحياة قبل وصولهم، بعدما أصيبوا بطلاقات نارية بالقلب والصدر، مؤكدة أن الجاني هرب ومات الإبر ياء.
هذا وقد استدعت النيابة العامة الطفلة ياسمين باعتبارها هي الوحيدة الشاهدة في هذه القضية والتي شاهدت الواقعة من بدايتها حتي نهايتها، وهذا علي عكس أهالي القرية الذين تجمعون مؤخرا.