منذ أن شرح الله صدره للإسلام وكان «حمزة بن عبد المطلب» عزاً ونصراً كبيراً أعز الله به الإسلام، لذلك لُقب بسيد الشهداء وأسد الله، فلما أسلم في السنة الثانية من البعثة لم تجرؤ قريش على إزاء النبي كما كانت تفعل من قبل خوفاً ومهابةً منه.
وفي غزوة بدر كان لحمزة بن عبد المطلب دوراً كبيراً في النصر، ولكن في غزوة أحد قامت هند بنت عتبة زوجة أبو سفيان بن حرب باستئجار وحشي، والذي كان معروف عنه دقته في الإصابة بالحربة، فاستطاع أن يقتل حمزة بحربته، وقامت هند ببقر بطنه وقطع أذنه وأنفه ومثلت بجثته، وكان ذلك المنظر من أشد وأصعب المناظر على رسول الله، ودُفن حمزة مع شهداء أحد بالمدينة.
ويروي الدكتور «طارق السويدان»، عن الشيخ «محمود الصواف» العالم العراقي الأزهري والذي عمل مستشاراً للملك فيصل آل سعود، أنه دُعي مع مجموعة من العلماء لإعادة دفن جثث الصحابة من شهداء أحد رضي الله عنهم جميعاً، وذلك بعد السيل الذي أصاب المقبرة، والذي أدى إلى انكشاف جثثهم الشريفة.
فيصف الشيخ الصواف جثة سيدنا حمزة بأنه ضخم الجثة، مقطوع الأنف والأذنين، بطنه مشقوق وقد وضع يده على جرحه، فلما تم تحريكه ورُفعت يده سال الدم منه كأنه استشهد للتو.