منذ القدم وتتميز العلاقات المصرية السودانية بالأخوية، حيث يُعتبر الشعبين امتداد لأصل واحد تجمعهم العروبة والإسلام، ولكن منذ فترة وجيزة وطرئت على تلك العلاقات بعض الشوائب التي عكرت صفو الجو الأخوي، وأصبحت الاتهامات المتبادلة بين الجانبين هي سيدة الموقف.
فقد نقلت وكالة الأخبار الرسمية السودانية الخميس الماضي 13 أبريل، عن وزير خارجيتها السفير «إبراهيم غندور»، قوله؛
السودان طلب رسمياً من مصر تفسيراً للأمر الذي شذّ عن كل مواقف مصر السابقة طوال السنوات الماضية، حيث كان موقفها دائماً الأكثر دعماً للسودان في مجلس الأمن، وأضاف؛ بالنسبة لنا هذا موقف غريب، ونتمنى ألا يكون انعكاساً لبعض الخلافات الطفيفة بين البلدين.
جاء ذلك بعد زعم السلطات السودانية، أن الجانب المصري قد دعى في مجلس لإبقاء العقوبات الدولية المفروضة على الخرطوم، الأمر الذي نفته الخارجية المصرية تماماً، وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير «أحمد أبو زيد»، في بيانه الذي أصدره أمس، وقال فيه؛
أن اجتماعات لجان العقوبات الخاصة بالأوضاع في دارفور تقتصر على أعضاء مجلس الأمن فقط، ولم تناقش من قريب أو بعيد في اجتماعاتها الأخيرة (لم يحدد متى عُقدت) مسألة تمديد العقوبات على السودان.
واتهم أبو زيد، السلطات السودانية بالتسرع في إصدار التصريحات، لافتاً أنه كان يجب عليهم استيضاح الأمر من البعثة المصرية الرسمية لدى الأمم المتحدة، حيث قال؛
كان من الأحرى أن يستقي الأشقاء السودانيون معلوماتهم بشأن المواقف المصرية من بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بشكل مباشر، خاصة أن التنسيق بين البعثتين المصرية والسودانية قائم ومستمر بشكل دوري، وأضاف؛ مجلس الأمن قد أصدر بالفعل القرار 2340 في 8 فبراير/شباط الماضي بتمديد تلك العقوبات لمدة عام قادم، ومصر كانت من أكثر الدول التي قامت بدور فعال في اعتماد قرار متوازن يحافظ على المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق”، في نفي “ضمني” لتأييدها تمديد العقوبات.
من جانبه فقد صرح وزير الخارجية السوداني، أن وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، سوف يترأس وفد بلاده في زيارة للخرطوم الأسبوع المقبل، الأمر الذي كان قد أعلنه شكري الأربعاء الماضي، عن ترتيب زيارة للسودان لعقد جلسات للحوار السياسي بين الجانبين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وإزالة سوء الفهم الذي طرئ على العلاقات بين البلدين.
وكان وزير الدفاع السوداني الفريق أول «عوض بن عوف»، قد صرح أمام اللجنة المغلقة بالبرلمان السوداني أمس، خلال مناقشة الأوضاع الأمنية بالبلاد، أن الجيش المصري يمارس العديد من المضايقات والاستفزازات للقوات السودانية في مثلث حلايب وشلاتين، وأن القوات السودانية تمارس أقصى درجات ضبط النفس مع تلك الممارسات، وذلك في انتظار انفراجه وحل سياسي لتلك الأزمة بين الرئيس السوداني البشير ونظيره المصري السيسي.