أدانت القوى الغربية بشدة ولاء روسيا للنظام السوري خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، وقد اقترحت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار يلقي باللوم على دمشق بسبب الهجوم الكيماوى المشتبه به يوم الثلاثاء على مدينة خان شيخون التى يسيطر عليها المعارضة، وقد لقى أكثر من 70 شخصا مصرعهم وتم نقل المئات الى المستشفيات بسبب صعوبات في التنفس.
وانتهت محادثات اليوم دون تصويت بعد أن رفضت روسيا القرار المقترح ووصفته بانه “غير مقبول على الاطلاق”.
تبنى المسؤولون الأمريكيون لهجة أكثر صرامة مع روسيا يوم الأربعاء، وعرض السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة “نيكي هالي” صورا لضحايا لا ذنب لهم، بمن فيهم أطفال، واتهمت روسيا وإيران بعدم وجود “اهتمام بالسلام” من خلال الاستمرار في دعم رأس النظام، الرئيس السوري بشار الأسد، وذهبت إلى وصف الأسد بأنه “رجل بلا ضمير”.
كما حذرت هالي من أن نظام الأسد يخشى مواجهة رد أمريكي من جانب واحد على الهجمات، وقالت “عندما تفشل الامم المتحدة دائما فى القيام بواجبها فى العمل بشكل جماعى، هناك أوقات فى حياة الدول نكون مضطرون إلى اتخاذ إجراءنا”.
وترافقت هذه التصريحات مع تأكيد الرئيس الامريكى دونالد ترامب فى وقت لاحق بأن هجوم الغاز الذى وقع يوم الثلاثاء “تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء”، وصرح ترامب للصحفيين خلال مؤتمر صحفى مشترك عقده في البيت الابيض مع العاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى يوم الأربعاء بأن الهجوم الكيماوى على خان شيخون يعد “إهانة للبشرية”.
وقال ترامب “سأقول لكم، لقد حدث بالفعل، أن موقفي تجاه سوريا والأسد قد تغير كثيرا، أنت الآن تتحدث عن مستوى مختلف تماما.”
وشكلت الإدانة القاسية من ترامب للأسد، تحولا في موقف إدارته من سوريا، حيث كان مسؤولا في الحزب الجمهوري قد صرح في الأسبوع الماضي أن إزالة الأسد من السلطة لم تعد الأولوية العليا للولايات المتحدة، كما ويبدو أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد تغير رأيه أيضا حول سوريا بعد أن قال في وقت سابق أن مصير الأسد سوف “يقرره الشعب السوري”، ثم في يوم الأربعاء قال إنه “لا شك في أذهاننا” بأن قيادة الأسد مسؤولة عن “الهجوم المروع”.
وقال نائب الرئيس الاميركي مايك بينس في مقابلة تلفزيونية ان “جميع الخيارات مطروحة” ردا اميركيا على الهجوم، وأضاف بينس أن روسيا يجب أن تفي بالتزامها بموجب اتفاق عام 2013 للقضاء على الاسلحة الكيماوية من سوريا.
وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر للصحافيين على هامش محادثات مجلس الأمن الدولي الأربعاء “نحن نتحدث عن جرائم حرب”، وأضاف: “إننا نحث روسيا على ممارسة ضغوط أقوى على النظام … بصراحة نحن بحاجة أيضا الى أميركا لأن تكون ملتزمة جديا بحل في سوريا وتضع كل ثقلها وراؤه.
كان المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، قال في تقرير له بأنه نجم عن الهجوم، مقتل 86 شخصا بينهم 30 طفلا و 20 امرأة، وقال مسؤولو المخابرات الامريكية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اطباء بلا حدود ان البينات الاولية تشير الى استخدام غاز الاعصاب فى الهجوم.
ومن جانب آخر قال نائب السفير الروسى فلاديمير سافرونكوف، أمام مجلس الأمن الدولى بأنه لا تتحمل موسكو ولا دمشق أى مسؤولية عن الهجوم، وأضاف إن لقطات الفيديو الخاصة بالهجمات المزعومة “ملفقة”، ودعا مبعوث روسيا لدى الامم المتحدة الى “تحقيق شامل وغير مسييس يستند الى وقائع موثوقة وقابلة للتحقق”.