هل معنى الحرية أن يفعل الإنسان ما يحلو له دون الالتزام بالأعراف والتقاليد التي تحكم المجتمع الذي يعيش فيه، أم كلمة أنا حر أصبحت في عصرنا الحاضر كلمة يتشدق بها كل من يخالف التقاليد والأعراف والدين.
فها هي أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة قناة السويس، الدكتورة «منى البرنس»، تقوم بنشر فيديو عبر حسابها الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أثناء وصلة رقص شرقي على أنغام أغنية «ليه بيدارى كده»، وقيام بعض الطلبة بالجامعة بنشر صور لها بالمايوه بدعوى الحرية الشخصية، والتي على إثرها قرر مجلس إدارة الجامعة برئاسة الدكتور «ماهر مصباح» إحالتها للتحقيق.
وأدى هذا التصرف من الأستاذة الجامعية إلى حالة من الانقسام داخل الجامعة وعبر موقع الفيسبوك بين طلابها وزملائها، فيما عبرت البرنس عن ذلك باقتناعها التام بما أقدمت عليه بدعوى الحرية الشخصية، وأن الرقص ليس عيباً.
وهذا ما أكدت عليه قائلة؛
بالفعل نشرت فيديو خاص لى على صفحتي بفيسبوك، وأنا برقص وهذه حرية شخصية”، مؤكدة أنها لا ترى أى خطأ فيما قامت به،وتابعت “منى” تفاصيل قضيتها من خلال كتابة “بوست” تشرح فيه تفاصيل القضية: “نشرت فيديو الرقص على صفحتى الشخصية، وأنا مقتنعة به تمامًا لأنه أمر شخصى، قائلة: “فى عام 1999 عٌينت مدرس مساعد فى كلية التربية بالسويس، كانت وقتها فرع لجامعة قناة السويس فى الإسماعيلية، ورئيس القسم وقتها كان عضوًا بجماعة الإخوان الإرهابية، كان بيحاول يهدينى للحجاب ويخلينى أصلى جماعة معاه وباقى المعيدين والمدرسين المساعدين، وكان معظمنا بنات ولم يكن يسلم بالأيد فى السويس، ولكن بيسلم وممكن يحضن عادى فى الجامعة الأمريكية”.
وأكملت منى قصتها مع رئيس قسمها: “وأن رفضت كان بخيلينا ندرس مواد اللغة ونضع الامتحانات ونصحح وهو يقبض، ومع الوقت رفضت اعمل كدة، وكنت بجيب تخفيض على الروايات اللى بدرسها للطلبة من مكتبة الأنجلو المصرية، ولما الكتب تيجى يبيعها بضعف الثمن للطلبة، اعترضت على ما يحدث وحاجات كتير، كانت النتيجة انى لما اخدت الدكتوراه عطل تعيينى فى درجة مدرس 6 أشهر واتلكك على حاجات واتحولت للتحقيق” وذلك وفقا لروايتها على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك.
وتابعت خلال تغريدتها على موقع التواصل الاجتماعى: “بعد الثورة فى أكتوبر 2011 عاد الأستاذ وتولى رئاسة القسم وبدأت كمية اشاعات تظهر منها إننى ملحدة وبهائية وبتكلم فى الجنس وبدرس روايات جنسية مصورة، وبعدين بقيت قوة ثورية هدامة”.
وأكدت منى: “طلب منى أقدم إجازة رعاية والدين، قدمتها ورٌفضت ووزعوا جدولى على أساتذة منتدبين، رجعت عشان أخد جدولى، رفض رئيس القسم، واعتبرت منقطعة عن العمل وظللت 6 أشهر بدون مرتب ورجعت بإنذار على يد محضر للجامعة”.
وأوضحت منى: “رئيس القسم اترقى وبقى وكيل كلية، وبعدين بقى عميد كلية ثروة سمكية، وفى 2013 العميدة الجديدة، بدأت تمارس نفس الاضطهاد على، ولما طٌلبت منها توفر لأعضاء التدريس ما يمكنهم من القيام بعملهم، مثل مياه فى دورات المياه، وكمبيوتر طابعة، إنترنت، أتوبيس جامعة، سكن ملائم، قالت لى: “قولى الكلام دا لرئيس الجامعة”، وقولتلها حضرتك مفروض ترفعى الكلام دا للعميد ومنه لرئيس الجامعة.
وأضافت: “كتبت ما حدث بينى وبينها على فيس بوك فتمت إحالتى للتحقيق بتهمة سب وقذف رئيسة القسم، مع صور من مقاطع من روايتى إنى أحدثك لترى إضافة للتهمة الرئيسية تهمة ازدراء الإسلام، لأنى فى واحدة من المحاضرات القائمة على الحوار طلبت من الطلبة نتناقش فى موضوع الفتنة الطائفية والتمييز العنصرى، ودا كان حديث الساعة، وفى النهاية بعض الطلبة اشتكوا بتحريض من بعض الأساتذة الزملاء الكرام، وأحيلت للتحقيق، وتم وقفى عن العمل، وخرجنى وكيل الكلية من محاضرتى قدام الطلبة، واتحولت لمجلس تأديب كانت نتيجته لوم فى الآخر وإنه ما يصحش اتكلم على الشيخ محمد حسان”.
وأوضحت الأستاذة بجامعة السويس، والآن قام البعض بنشر صورى بالمايوه، صور على مدار 10 سنين وفيديو رقص على سطح بيتى فى قرية فى الفيوم موجود على صفحتى الشخصية لأصبح متهمة على ما أقوم به فى حياتى الشخصية.
وتابعت منى البرنس: “ما لفت نظرى التعليقات الخاصة بتدريس الأدب الإنجليزى، فالبعض قال إنى أٌدرس قصصا تنافى قيمنا الشرقية، قائلة: “بعض الطلبة دخلوا كلية الآداب وقسم الإنجليزى غلط من الأساس ويعدلوا على الأساتذة”.