ملح الطعام له تأثيرات كثيرة في حياتنا ، ولا يقتصر فقط على إستخدامه في نظامنا الغذائي والذي يحدث داخل أجسامنا ، ولكن من الممكن يمتد لبعض العادات . على سبيل المثال إذا أكلت الملح مع شخص كان ذلك إعلانا عن حالة سلام دائم بينكما ، فلا تؤذيه أو يؤذيك .. أيضاً هناك البعض يخشى أن ينسكب الملح على الأرض لأنه يجلب سوء الحظ . وهكذا تتعدد المعتقدات وتأثير الملح على حياتنا .
ومن الناحية الغذائية فالملح شيئ ضروري للجسم حتى تحتفظ الخلايا بمرونتها وصورتها الطبيعية. ويزيد الملح من الإحساس المرغوب للطعام في الفم فيعطى توازنا لنكهة الطعام مما يساعد على الهضم . بالإضافة إلى ذلك الملح له أهمية في نقل الإحساس خلال الأعصاب بالتبادل مع عنصر هام وهو البوتاسيوم ، لذلك فالأهتمام دائما يوجه إلى محتوى الصوديوم والبوتاسيوم في الأغذية ، لأن له دوراً هاماً في تنظيم توزان الحموضة والقلوية في الجسم وفي نقل النبضات العصبية وفي المحافظة على حجم الدم .
والملح يتواجد طبيعياً في جميع الأغذية حتى وإن كان طعمها غير ملحى . ولذلك يمكن الجسم أن يحصل على حوالي 40% من إحتياجاته اليومية من الملح مما هو موجود طبيعياً في الأغذية التي يتم تناولها عادة بدون إضافة ملح لها . وعلى سبيل المثال الكثير من الناس تضع قليل من الملح لطبق السلطة الخضراء والتي تحتوي على طماطم ، وجرجير وبقدونس وبصل ، بالإضافة إلى الخل والليمون والتوابل ، ومع ذلك كل هذه المكونات وأكثر تحتوي على الملح . وهذا خطأ شائع والكثير يقع فيه .
وقد لايعرف البعض أن الخبز هو المصدر الرئيسي للملح في غذاء الإنسان ، وتناول 3 أرغفة من الخبز يومياً يعطي الجسم حوالي 60% من كمية الملح المطلوبة له . أيضاً بعض المنتجات الغذائية مثل الآيس كريم ، والمياه الغازية ، والحلويات ومنتجات الشيكولاتة والأغذية منخفضة السعرات الحرارية ( دايت) يضاف لها في الصناعة مواد تحتوي على عنصر الصوديوم ويكون تأثيره في الجسم مثل ملح الطعام .
وعند دخول الملح إلى الجسم ينفصل إلى عنصرين “الكلور والصوديوم ” ، ويستخدم الجسم الكلور في تركيب حمض الهيدروكلوريك في عصارة المعدة ، أما الصوديوم فإن كل جرام منه يربط 100 جرام من الماء داخل الجسم .
ولذلك تناول المزيد من الملح يؤدي لزيادة إنفراد الصوديوم ومايتبعه من ربط الماء داخل الجسم فيشكل عبئاً على القلب والأوعية الدموية والكلى التي يجب أن تقوم بتصفية هذا الماء من الدم وطرده خارج الجسم مع البول .
ولكن القيمة الغذائية للملح في أنه مادة لايمكن الإستغناء عنه أبداً في الحياة . فجسم الإنسان البالغ يحتوي في المتوسط على 100 جرام من الملح ويفقد منها يومياً بالبول والعرق من 20 -30 جرام ، ويحتاج إلى تعويض مايفقده من الملح من الغذاء . والملح يلعب دوراً أساسياً في تركيز الماء في الأنسجة وعند نقصه في الجسم فإن مشاكل عديده وخطيرة قد تحدث ولا تزول إلا بتعويض المفقود من الملح . وبما أن الملح ضروري لكل شخص حي ونظام الطعام بلا ملح يجب أن تحدد بمدة زمنية فقط للمصابين بأمراض القلب ، وضغط الدم والكبد ، ويجب أن يتم هذا حسب إشراف الطبيب .