تنتشر هنا وهناك بعض الرسائل القصيرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي تحدث عن أبواب السماء وتؤكد وجودها مما دفعنا لتتبع تلك الرسائل ومعرفة مصادرها ومدى ما تحويه من حقائق.
يستند الذين يؤيدون نظرية أبواب السماء الى اختيار بعض الدول والأماكن بعينها لاطلاق قمر صناعي، ويتساءلون لماذا تم اختيار تلك الأماكن بالذات ولماذا عرج الرسول الى السماء من القدس وليس من مكة المكرمة؟ ألا يثبت ذلك أن هناك بالفعل أبواب للسماء؟
كذلك أوردت الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرءان والسنة في مقال نشر على موقعها عبر شبكة الانترنت بعنوان: “لمحات إعجازية عن أبواب السماء وظلمة الفضاء” ما يؤكد وجود أبواب للسماء لا يمكن العروج إلا من خلالها مرفقة ذلك بشرح علمي مفصل أكدت فيه أنه لم يكن أحد يعلم قبل سنوات قليلة أن تلك السماء التي نراها فوق رؤوسنا على اتساعها هذا ليست فراغًا, وانما هي مليئة بالمادة في هيئة رقيقة جدا, وغازات تتركب معظمها من غازي الهيليوم والإيدروجين, الى جانب نسبة ضئيلة من بخار الماء وغازات الأوكسيجين, والنيتروجين, والنيون, ومكونات شديدة الندرة من المواد الصلبة، كما ان هناك أشعة كونية منتشرة بشكل هائل في كافة أرجاء الكون.
وكان ملخص كل تلك الاكتشافات والدراسات أن السماء بناء مُحكم قوامه المادة والطاقة وليس اختراقه بالشيء السهل إلا في أماكن بعينها تسمح بذلك، وهو ما جاء مؤكدا في القران الكريم في أكثر من موضع، منها قوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاء فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُون) وفي وصف الحركة هنا “يعرجون” اعجاز آخر حيث تؤكد بعض الدراسات ان صعود السماء لا يمكن أن يتم بخط مستقيم وانما لابد من التعرج، والعروج في اللغة يعني سير الأجسام في خط منعطف ومنحني وذلك يرجع الى انتشار المادة والطاقة في كافة أرجاء الكون وهو ما يجعل الجسم واقع تحت تأثير العديد من المجالات المغناطيسية، وينطبق ذلك على كافة الأجرام السماوية وليس المركبات الفضائية فقط.
وفي نفس الجانب استشهد الباحث و الفيزيائي السوري دكتور علي منصور كيالي بأن روسيا عندما تريد اطلاق مكوك فضائي فانها تطلقه من كازاخستان وليس من روسيا نفسها لهذا السبب رغم فرق التكلفة، كذلك يطلق برنامج الفضاء الأوروبي السفن الفضائية من الارجنتين، وتطلق أمريكا السفن من جزيرة ميريت التي تقع بالمحيط الاطلسي، وأضاف أن أبواب السماء حقيقة مؤكدة وأنها ذات حراسة مشددة كما أخبرنا رب العالمين بحيث لا تسمح بمرور مردة الجن لاستراق السمع وكذلك الشياطين، إلا أن رواد الفضاء يمكنهم الله من الصعود عبرها كي تكن عبرة وعظة لهم ليرو آياته في الآفاق كما جاء بالآية الكريمة.
على الجانب الآخر كان الرد من الفلكي سلمان بن جبر آل ثاني منشور على موقع مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك بعنوان: “الرد على ما ذكر في نظرية أبواب السماء”، والذي عبر عن مفاجأته لما جاء في المقالات التي تدعم وجود أبواب للسماء من مغالطات ووصفها بأنها بُنيت على فكر محدود الأفق.
وقد فند بن جبر المعلومات الوارد ذكرها حيث نفى وجود أماكن محددة ثابتة في سماء بعض الدول، وأكد ان ما ورد بشأن منصات اطلاق الصواريخ ملي بالمغالطات، فسبب اطلاق روسيا الصواريخ من كازخستان هو ان لديها منصة هناك بناها الاتحاد السوفيتي ولازالت تحت ادارة روسيا وستستمرفي اطلاق المركبات منها حتى العام القادم، بعدها ستبدأ منصة “فستوجني” الروسية في العمل وبذلك ستطلق روسيا الصواريخ من قلب الدولة.
كذلك أطلقت أمريكا جميع صواريخها من قلب ولاية فلوريدا حيث منصة “كيب كنافرال” ولازالت تطلق منها حتى يومنا هذا، وليست هذه هي المنصة الوحيدة بأميركا وانما هناك غيرها، أما فرنسا فتملك منصة “جويانا”،وأضاف انه الى جانب ما ذُكر يوجد عدد غير قليل من منصات اطلاق المركبات الفضائية في أوربا، أي انه لا حقيقة لوجود أماكن ثابتة وهو ما يهدم نظرية أبواب السماء.
وشرح بن جبر ما قيل في الصعود المتعرج بأن الصاروخ ينطلق رأسيا في بدء الأمر ثم يبدأ بالميل بعد ثواني قليلة لزاوية تمنع تأثير الجاذبية السلبية على رواد الفضاء أثناء مرور الصاروخ عبر الغلاف الأرضي.