لا يعرف الكثير من الناس أن العرب هم أول من اكتشفوا الولايات المتحدة الأمريكية فذكر في نص المسعودي أحد المؤرخين العرب، الذي يتحدث فيه عن معرفة أهل الأندلس بوجود أمريكا قبل الرحالة الشهير كريستوفر كولومبوس بأكثر من ستمائة سنة، فعندما كان يتحدث عن المحيط الأطلسي وكانوا يسمونه بحر الظلمات ذكر بعض من خاطر بركوبه من أهل الأندلس ومن نجا منهم ومن تلف وخص بالذكر رجلا يسمى خشخاش بن سعيد بن أسود القرطبي، وقال أنه جمع جماعة من فتيان قرطبة وأحداثها وانطلق بهم سنة 275هـ/ 889م في مراكب أعدت لذلك في هذا البحر المحيط فغابوا مدة طويلة ثم عادو بغنائم واسعة.
ويقول أن خبره مشهور عند أهل الأندلس. ولكن الخبر لا يذكر لنا للاسف اسم هذا المكان الذي ذهب إليه خشخاش عند أهل الأندلس.
بعد ذلك بستة قرون ذكر القبطان العثماني وراسم الخرائط المبدع بيري ريس في كتابه عن “البحرية” (1521م) أن هذه القارة تسمى “أنتيليا” وأنها اكتشفت سنة 1465م أي قبل كولومبوس بحوال 27 سنة. وقد رسم آنذاك خريطته (الصورة) التي تظهر فيها امريكا الجنوبية بوضوح مبهر وبها مناطق لم يكن الغرب قد اكتشفها بعد! وأمر هذا الرجل عجيب حقا علكن أعجب ما جاء به أنه رسم آنذاك قارة أنتركتيكا بدقة غريبة جدا رغم أنها كانت ما تزال تحت الجليد وأن الغرب لم يكتشفها بمثل هذه الدقة إلا في عام 1952 فقط. هناك أسرار غامضة حول هذا الرجل العجيب لا نعرفها بعد.
ومن الأمور الطريفة أيضاً أن خادم خال ريس بيري عندما كان قرصانا يسمى رودريكو كان فيما بعد مع كولومبوس أثناء رحلته لاستكشاف تلك القارة التي عرفها الأندلسيون لصالح الأسبان بالطبع. وعندما ثار البحارة على كولومبوس بعد أن طال بهم البحث كان رودريكو هو الذي هدأ من ثورتهم وأخبرهم بأن الأرض التي يبحثون عنها موجودة بالفعل لأنه يعرف ذلك من العثمانيين ومن خرائطهم. ولله في أمره شؤون. ولو كان بيري ريس ذهب لاستكشاف هذه الأرض لربما سميت “الولايات المتحدة الريس-بيرية”. ولو الأخ خشخاش لم يهتم فقط بالغنائم واهتم بتسجيل براءة الاكتشاف لكان اسمها الآن “الولايات المتحدة الخشخاشية”.