ماتت زوجة الحاج سليم منذ 15 عام وكانت أصغر أبنة له في سنة أولي أبتدائي فلم يلجأ إلي الأنانية مثلما يفعل الكثير من الأزواج ويبدأ في البحث عن زوجة أب لبناته لتلبي طلباته ورغبته علي حساب راحة بناته، وقرر دون أن يفكر أن يكون لهم الأب والأم والصديق.
قال سليم أن زوجتي ماتت منذ 15 سنة وتركت لي تربية أربعة بنات وهما ” هبة وهدي وهند ونادية”، وكانت الصغيرة مازالت في سنة أولي ابتدائي، فقررت أن أقترب منهم كثيرا بنفس درجة قرب الأم من بنتها ورفعت كل الحواجز التي من الممكن أن تكون بين الأب وبناته وقولت له ” اعتبروني أمكم”.
وأكمل سليم أنه رغم أنشغالي بعملي كسائق ولكني كنت أجلس معهم طوال الوقت واعمل له ساندوتشات المدرسة وأضفر لهم شعرهم وأسعى أن ألبي كل طالبتهم دون اللجوء لخالة أو عمة، ففي البداية حسيت أني ” احتست ” وبعد ذلك تعودت وكنت سعيد بما أقدمه لبناتي.
قالت هدي أحد بناته الأربع أبي كان يسير علي نهج أمي ولم يشعرني أبدا بغيابها فكان عندما كنا ننجح في الدراسة كان يقم بعمل صواني الحلويات بيده لنا ويأخذنا ويخرجنا، وظل بجانبي قبل زواجي وحين تزوجت وأصبحت في بيتي لم أشعر بالوحدة وظل كل يوم يأتي ويجلس معي ليؤنسني حتي كبر ابني، فكيف بكل ما قدمه أبي لا يستحق لقب الأب المثالي.