يوم عيد الأم مناسبة مهمة ينتظرها أصحاب محلات الصاغة والتجار في كل عام لزيادة مبيعاتهم في هذه المناسبة، إلا أن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها الأسر المصرية هذا العام من غلاء الأسعار وثبات الرواتب، خاص بعد قرار تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف جعلت العديد من المصريين يتجهون إلى الهدايا الأقل سعرًا من المشغولات الذهبية وسط الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار المشغولات الذهبية في السوق المحلية.
وكشف عدد من التجار وأصحاب محلات الصاغة أن المبيعات تشهد حالة من التراجع الكبيرة والغير مسبوقة في مثل تلك المواسم والمناسبات، والتي تتميز بزيادة الرواج والإقبال على شراء المشغولات الذهبية، إلا أن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقه نظرًا للارتفاع الشديد في الأسعار، موضحين أن المبيعات لا تتجاوز حاجز الـ 10%.
“مصر فايف” رصد أسباب تراجع مبيعات محلات الصاغة خلال موسم “عيد الأم” هذا العام والذي يتزامن يوم 21 مارس من كل عام، وذلك في التقرير التالي..
حيث أكد عدد من التجار وأصحاب محلات الصاغة، أن نسبة مبيعات المشغولات الذهبية لا تتعدى حاجز الـ 10% خلال موسم عيد الأم هذا العام نتيجة لارتفاع أسعار المشغولات الذهبية مقارنة بالأعوام السابقة، موضحين أن نسبة التراجع في الإقبال على شراء الذهب في عيد الأم هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة تقدر بنحو 90%، وهي نسبة كارثية تكشف عن مدى الكساد الذي خيم على واحد من أهم أسواق تجارة الذهب في المنطقة العربية.
وأكد التجار أن الارتفاعات المتواصلة لأسعار المشغولات الذهبية تقف عائقًا أمام تحقيق مبيعات مرضية لسوق الذهب، وأن مناسبة عيد الأم بالكاد تدب انعاشًا طفيفًا في حركة السوق هذه الأيام، متوقعين أن يعود السوق لحالته الأولى من الركود والذي أصبح السمة الأساسية عقب قرار تحرير سعر الصرف.
من جهته أكد صلاح عبد الهادي رئيس شعبة المشغولات الذهبية بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية سابقًا، أن مناسبة عيد الأم تعد من ضمن أهم المناسبات التي تبث حالة من الفرحة والتفاؤل نتيجة زيادة حركة المبيعات بالسوق، غير أن الارتفاعات الكبيرة والمتتالية لأسعار الذهب حالت دون تحقيقها الإنعاش المستهدف والمرجو منها.
وأشار عبد الهادي إلى أنه بالرغم من حدوث بعض المبيعات في أسواق الذهب بمصر، إلا أن تلك المبيعات ضعيفة للغاية ولا تكاد تُذكر، وذلك لضعفه الشديد، موضحًا أن نسبة المبيعات المتوقعة في عيد الأم لا تتعدى حاجز الـ 10% مقارنة بمبيعات الأشهر الماضية.
وأوضح عبد الهادي أن تراجع الحالة الاقتصادية للمواطن المصري، وضعف القوى الشرائية بالإضافة إلى تراجع السيولة المالية بسبب ارتفاع فوائد البنوك واتجاه القطاع الأكبر من الجمهور للإدخار بها، مما يفسر تراجع إقبال المواطنين على شراء المشغولات الذهبية في السوق المصرية.
وأشار إلى أن طبيعة الشراء الملاحظ في عيد الأم هذا العام، يتركز على المشغولات الخفيفة، والبحث عن الجرامات المنخفضة، وذلك نظرًا لارتفاع سعر الجرام خاصة الأعيرة المرتفعة مثل العيار 21 و 24، والتي يفضلها أغلب المصريين.
من جانبه قال وصفي أمين واصف، رئيس شعبة تجار الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، وعضو شعبة صناعة المشغولات الذهبية بغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، إن هناك انخفاضًا شديدًا في حجم مبيعات المشغولات الذهبية في عيد الأم هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة عليه، موضحًا أن نسبة التراجع في مبيعات المشغولات الذهبية تقدر بما يزيد عن 90%.
وأوضح واصف، في تصريحات صحفية أن حجم الجرامات الذي كان يتم بيعه في أيام عيد الأم السنوات الماضية يصل إلى نحو 400 جرام دفعة واحدة، أما الآن فإن أقصى ما يمكن بيعه لا يتجاوز 50 جرامًا فقط، موضحًا أن تراجع المبيعات ينعكس بصورة سلبية على العديد من التجار وأصحاب محلات الصاغة بالإضافة إلى المواطنين الذين يريدون شراء تلك المشغولات الذهبية ولا يكادون يستطيعون نظرًا للارتفاع الكبير في الأسعار.
وأوضح أن هامش ربح التجار الآن لا يزيد في كل جرام ذهب عن جنيهات معدودة، ما يعني التأثير الخطير على محال الصاغة والذهب هذه الفترة نتيجة انخفاض المبيعات، وهو ما يهدد هؤلاء التجار، لافتًا إلى أن المستهلك أصبح يتجه لنوعيات أخرى من الهدايا متجنبا الهدايا الذهبية، حيث أصبحت الملابس الجاهزة والمصنوعات الجلدية بأنواعها والأدوات المنزلية هي البدائل الأكثر شيوعًا وإقبالا في عيد الأم بدلًا من الذهب، بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية والتي سجلت درجة إقابال جيدة خلال موسم عيد الأم هذا العام، وذلك لملائمتها للقدرة الشرائية للقطاع الأكبر من الجمهور، في بعض تلك الأجهزة والتي شهدت هي الأخرى ارفتاعات كبيرة في الأسعار نتيجة تحرير سعر الصرف.