فى البداية أود أن أقول لكم أنه ليس هناك أى مشروع لا يوجد به أي نوع من أنواع المشاكل، فكل المشاريع معرضة لمشكلة ما، أو بها مشاكل، ولتنجح بمشروعك يجب أن تجتاز المشكلة، ولا تجعلها عقبة لك، فإستسلامك للمشكلة هى بداية للفشل.
عليك أن تعلم عزيزي القارئ أنك لن تجد أى مشروع يربح من يومه الأول، أو يجنى مكاسب من كل حدب، وصوب، أو ستنهال عليه الأرباح من هنا وهناك، بالطبع لأن الزبون، أو العميل إذا أعجبه منتجك فسيخبر أصدقائه، والذين سيأتون بدورهم بعد ذلك لتجربة منتجك، وهكذا تدور الدائرة، ويزداد عملائك بإستمرار، وهنا نستنتج أن عدد العملاء أو الزبائن فى أول يوم إفتتاح المشروع ليسوا بنفس عدد العملاء بعد مدة من إفتتاح المشروع بل سيزدادوا كل يوم عن الآخر.
ولكن مهلاً لا تفرح كثيراً فقد يقل العدد، وهو بداية حدوث الخسائر، والسبب هو أنت، أو من العاملين بمشروعك، فمعاملة الزبائن أو العملاء يجب أن تكون معاملة فوق ممتازة، وهذا هو أساس المحافظة على نجاح المشروع إلى جانب المحافظة على جودة منتجك أو عملك أياً كان. يجب أن تنتبه أنه لا يوجد مشروع مضمون بنسبة 100%، فكل المشاريع تتعرض إما للمكسب أو الخسارة.
فسأعطيك عزيزي القارئ لمثال بسيط واجهته بنفسك فى الحياة، كم منا رأى أشخاصاً إفتتحوا مشاريع كمشروع تربية الأرانب، وكسبوا من وراءه مبالغ طائلة، ومن منا لم يرى آخرون قاموا بإفتتاح نفس المشروع، وفشلوا فيه بل وخسروا رأس مالهم من الأرانب لأنها ببساطة ماتت، فإن كنت ستخاف من إفتتاح مشروع ما، ولا تستطيع أن تقدم على الخطوة الأولى، فهذا موضوع آخر.
عليك أن تعلم أنه لا يعنى أنك إذا رأيت مشروع فكرته ممتازة وناجحة، أنك إذا فعلت مثله ستنجح وتربح، والعكس لا يعنى كذلك أنك إذا رأيت مشروع فاشل أنك ستفشل مثله.
فلقد رأيت بنفسى كمية زبائن أحد مطاعم البيتزا والفطائر، والذى يعمل 24 ساعة لا يتوقف، فخيلت لى نفسى أنه يكسب مكاسب طائلة، إلا أنه فى خلال ثلاثة أشهر أغلق المشروع، هل تعلم لماذا أغلق؟؟. إن الأسباب تختلف من شخص لآخر، فقد كانت تكلفة إيجاره فى تلك المنطقة مرتفع أربعة آلاف (4000) جنيهاً، وأضف إلى ذلك فواتير المياه والكهرباء والغاز والتليفون، كما كان يعمل به ثمانية (8) أفراد كاشير صباحاً، وآخر مساءاً، وعدد 2 طيار لتوصيل الطلبات للمنازل، وعدد 2 صانعى بيتزا وفطائر، ومثلهم مساءاً.
إن الحياة هى مجموعة من التجارب وتبادل الخبرات، والتجارب تعنى الإحتمالات، والإحتمالات تعنى إما الربح أو الخسارة، فالمشروع هو التجارة، والتجارة هى مكسب أو خسارة، فكلنا ندرس ونفكر ونحاول ونجتهد، فإعمل ما عليك، وإستشير وإستخير، وكما هو معروف فما خاب من إستشار، ولا ندم من إستخار.