انسانيتنا تُفقد منا رويدا رويدا، عندما قررنا اغلاق عقولنا واعطائها للمستبد يشكل فيها، يعبث بها، فمن المخطئ … !
نحن المستعجلون في بيع أنفسنا، نحن الميّالون إلي التنازل عن حرّيّاتنا و إلي مقايضتها بالأمان والراحة وطرحها عند أقدام حكامنا …
ما كان للفاشية أو النازية أو الأنظمة الاستبدادية أن تظهر وتنمو وتثبت لو لم تجد فينا تواطؤاً خفيّاً ..
فالشعب المرتعد، الشعب الخانع ، الشعب المستسلم، لا يستحق الحرية … يقول ” اريك فروم ” المحلل النفسي في كتابه ” الخوف من الحرية ” إن المستبدين يقيمون سلطتهم علي رغبة البشر الغريزية في أن يُسادوا … فبدون هذا الرضمني ما كان باستطاعة أي مستبد أن يهيمن ..
فلأنه كان هناك شعب لا يرغب إلا بأن يحكمه مستبد، وُلد هذا المستبد، لولا ذلك، لما استطاع أن يتسلم زمام السلطة، وأن يتمادى هذا التمادى ..
التجديد ، قالها أحد المسئولين ذات مرة … فما كان من الشعب إلا السعادة لرجوع الوطن المفقود، فهيمن المستبد دون أن يعطي الناس أجوبة لماذا هو هنا .. ؟؟ … فكان يضرب ويتأسف ، يجرح ويُداوي …
فالأنسان الناضج، الانسان الواعي، التي شكلته ضربات المستبدين وطعنات الأسعار وسم المعيشة الغالية، عليه ان يستفيق ..!
مقال روعة
مقال روعة يا أبانوب “نحن المستعجلون في بيع أنفسنا، نحن الميّالون إلي التنازل عن حرّيّاتنا و إلي مقايضتها بالأمان والراحة وطرحها عند أقدام حكامنا”.
“فبدون هذا الرضى الضمني ما كان باستطاعة أي مستبد أن يهيمن “