بالطبع لا يخفى عليكم جميعًا تلك الحادثة المشهورة والمنتشرة على الإنترنت والمتعلقة بباسم يوسف والمقال الذي سرقه – نصًا – من الكاتب اليهودي (بن جودة Ben Judah) ولم يكلف نفسه حتى عناء إعادة صياغته، وإنما ترجمه حرفيًا بدون إضافة للمصدر، ونشره في موقع جريدة الشروق يوم 18 مارس 2014.
وعلى الرغم من التحديث السريع الذي قام بعمله للمقال بإضافة جملة توحي باعتماده على عدة مصادر أجنبية في كتابة هذا المقال، إلا أن هذا لم يمنع حفلة السخرية والاستهزاء التي نالها على شبكتي التواصل الاجتماعي الأشهر على الإنترنت – تويتر وفيسبوك – تحت هاشتاج (#باسم_طلع_حرامي) .
هذه الحفلة بحاجة إلى وقفة.
فالواقع أن رصيد باسم الاستعدائي يضم شريحة عريضة من الجمهور، تتضمن جهمور عريض من أنصار الرئيس المعزول (محمد مرسي) وكذلك من أنصار وزير الدفاع المصري (عبد الفتاح السيسي)، هذا غير شريحة معتبرة من الإعلاميين والسياسين والمفكرين والأدباء والفنانين الذين لم يرحمهم لسان (باسم يوسف) اللاذع، الأمر الذي بدا وكأن الفرصة قد أصبحت مهيئة ومتاحة للجميع لكي يصفي حساباته الشخصية والغير شخصية، ويكشف عورة (باسم يوسف) على الملأ.
اعتذار باسم يوسف في موقع جريدة الشروق
وعلى الرغم من الاعتذار الواضح الذي نشره في جريدة الشروق في اليوم التالي، إلا أن صدى الهاشتاج الذي تجاوز عدد تغريداته أكثر من 25,000 وعدد مشاركاته على الفيسبوك أكثر من 30,000 حتى لحظة كتابة هذه السطور، قد تجاوز الآفاق وعكس السخط المكبوت تجاه الساخر المصري الأشهر على الساحة السياسية الآن.
ويبدو أن (باسم يوسف) يسير على نفس نهج المثل الإنجليزي القائل “كلما كَثُرَ أعدائي كلما ازددت قوة”، ولكن في حالتنا هذه كانت كثرة الأعداء نقمة، وخاصة في عصر الويب الاجتماعي الذي تنتشر فيه الأخبار أسرع من العالم الواقعي عشرات المرات.
السؤال الذي يدور في ذهن الكثيرين على الشبكات الاجتماعية الآن – سواء المعجبين بباسم يوسف أو المعارضين له – هو…….
ماذا سيفعل باسم يوسف الحلقة القادمة؟
كيف سيكون شكل الحلقة؟
هل سيجدد اعتذاره في الحلقة عما بدر منه؟
هل سيتخذ من هذه الأحداث مادة للسخرية من باسم يوسف نفسه؟
هل سيتجاهل الأمر برمته ويكمل حلقته كما كان مخطط لها؟
الواقع أن الأسئلة المتعلقة بهذا الشأن كثيرة ومتنوعة، وينقسم فيها الناس إلى أكثر من فريق، فالبعض يقول أن (باسم يوسف) لا يهتم بمثل تلك التفاهات، وأنه سيواصل تقديم رسالته في فضح وكشف كل الكاذبين والخونة والمتآمرين على هذا الوطن، والخادعين للمواطن المصري البسيط .. وهذا كما هو واضح رأي المؤيدين والمعجبين بباسم يوسف.
وبالطبع سيتحججون باعتذاره الواضح السريع، الذي لم يتردد فيه، ويقارنون بينه وبين كبار الساسة والإعلاميين ورجال الدولة الذين يترفعون عن الاعتذار أصلاً، بل ويتمادون في الخطأ كذلك.
بينما المعارضين ستكون لهجة السخرية والانتصار أكثر وضوحًا في التحدث عن فراغ عقل (باسم يوسف) من اللمسة الإبداعية المزعومة التي يدعيها الناس فيه، ويدعيها هو في نفسه، وسيثبتون كلامهم بكثرة نقله وتقليده للساخر الأمريكي اليهودي الأصل (جون ستيوارت Jon Stewart) وسيثبتون وجهة نظرهم بهذه الصورة.
أو يثبتون أن هذه المرة ليست المرة الأولى التي يسرق فيها، وربما يذكرون تغريدة ghadeer USA وهي تتهم فيها باسم يوسف بسرقة اسم برنامجه الأشهر (أمريكا بالعربي) منها، عن طريق هذه الصورة.
نعم .. ستكون التوقعات متباينة والآراء مختلفة، ولكن رأيي الشخصي – الذي أعتقد أنك ستوافقني فيه – هو أن كل صاحب رأي سيظل متمسك برأيه حتى النهاية، وسينظر إلى رأي الآخر على أنه خطأ، وليس مجرد رأي آخر .. وللأسف هذه هي آفة الشارع المصري الآن.
ولكن لماذا نتعجل .. لننتظر سويًا ماذا سيفعل باسم يوسف الحلقة القادمة.