شهد تجار التوابل في مصر رواجا وإقبالا متزايدا هذه الأيام على بضاعتهم حيث لجأ الكثير من الأفراد إلي العلاج عن طريق استخدام الأعشاب وسط أزمة دواء حادة.
ويذكر أن سلسلة من القرارات الاقتصادية قد ألحقت ضررا كبيرا على توفير الأدوية في الصيدليات والتي أدت بالتالي إلي ارتفاع سعرها، حيث قامت الحكومة المصرية بإصدار قرار في الثالث من نوفمبر الماضي بتعويم عملتها، مما ترتب عليه ضعف قيمة العملة المحلية، ولم يعد كثير من المواطنين قادرين على تحمل سعر الأدوية ومنهم عامل في مصنع يدعي محمد صرح لموقع هافينغتون بوست عربي قائلا
وقال: “الأدوية غالية جداً جداً ومقدرش عليها، وأنا عندي فقرتين في الظهر تاعبني جداً وعلى طول بتعامل مع العلاف (العطار هنا). باخد منه زيوت وأعشاب طبية بتريحني؛ لأن الأدوية غالية جداً جداً وتأثيرها كمان له ضرر جانبي والحكومة مش عارفة تعالجه”.
عقاقير بديلة
سامي العطار، هو صاحب متجر أعشاب وتاجر توابل، فهو بإمكانه أن يجد بدائل للأدوية لعلاج الكثير من الأمراض، فهو يجد الكثير من الأفراد يذهبون إليه ويشرحون له حالتهم وأوجاعهم، فيقوم بإعداد مزيج من الأعشاب بمكونات تتراوح ما بين الزنجبيل والعسل إلي ألينسون وغيرها وبيعها لهم، ويقول أحمد عبد الله وهو زبون:
: “الأعشاب دلوقتي رخيصة، وبعدين بتساعد، ودلوقتي الجو غالي أوي، الناس مبتقدرش تجيب العلاج فبتجيب الأعشاب دلوقتي، موفرة وبتجيب مع الواحد على طول، عم سامي دلوقتي بيعرض عليك الحاجة أو بيديك الحاجة الصح اللي هيا بيعد بتصحي»
ولجأ الكثير من الأفراد إلي هذا الحل بعد مقارنتهم أسعار الأعشاب المحلية والتوابل بأسعار الدواء، حيث تراوح سعر كيلو الأعشاب من 5 إلي 10 جنيهات أي يتراوح ما بين (0.27 و0.53 دولار)، وهو ما يعده الكثيرون معقولا عند مقارنته بأسعار الدواء الحالية بعد ارتفاع ثمنها، ويوم الأربعاء الماضي أعلنت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع جديد في سعر الأدوية حيث وصلت نسبة الزيادة في سعر الأدوية المحلية إلي 15 % أما الأدوية المستوردة فقد زادت بنسبة 20%
تجار الأعشاب والنباتات النادرة موجودة في مصر منذ عقود ولكن شعبيتها كانت قد انخفضت في السنوات الماضية بسبب اعتماد الكثيرون على شراء الأدوية من الصيدليات، ولكن أزمة الدواء الحالية دفعت الكثير من المصريين إلي العودة للتداوي بها.