دعت باريس يوم السبت كبار الدبلوماسيين من الولايات المتحدة وأوروبا، والشرق الأوسط في محاولة أخرى للتحرك نحو عملية سلام فعالة في سوريا. حيث قتل في الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات أكثر من 300000 شخص.
ومن بين هؤلاء في الاجتماع ،زيرة الخارجية الأميركية جون كيري، ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ووزير الشؤون الخارجية التركي ، إضافة لنظرائهم من قطر والإمارات العربية المتحدة والأردن والسعودية.
وقد تركزت المحادثات حول ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة السورية حلب الشمالية، حيث تقوم القوات السورية المدعومة من قبل الميليشيات الإيرانية والضربات الجوية الروسية ، بشن هجوم عنيف على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة التي راح ضحيتها المئات من المدنيين وتشريد آلاف آخرين.
وتهدف مناقشات باريس أيضا إلى تمهيد الطريق لاستئناف محادثات السلام في جنيف بين جميع الأطراف المتحاربة.
قال كيري في باريس ليلة الجمعة: ” هدفي في كل هذا.. الحصول على اجتماع كل من القوات المتحاربة الى طاولة المفاوضات في جنيف”، وأبدى استيائه من عدم إحراز أي تقدم واضح كان.
وأضاف كيري” أنا أعلم أن الناس تعبوا من هذه الاجتماعات، أنا تعبت من هذه الاجتماعات” .
وجاءت تصريحاته أن الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يبدو انهم عازمون على استعادة المناطق التي يسيطر عليها المعارضة، حيث قامت القوات الحكومية والحليفة اقتربت من الانتهاء من الاستيلاء على حلب، والأجزاء الشرقية منها، التي كانت تسيطر عليها القوات المناهضة للحكومة منذ عام 2012.
ويقول مراقبون ان الاستيلاء على حلب من قبل النظام السوري سوف، سوف لن يضع حد للنزاع في سوريا، طالما أن هناك مساحات واسعة من البلاد لا تزال تحت سيطرة المتطرفين الاسلاميين مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وكذلك الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
يوم الأربعاء، القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وألمانيا، دعت الى “وقف اطلاق نار فوري” حيث أن الأزمة الإنسانية في المدينة تنمو وسط تقارير متزايدة من جرائم الحرب من كلا الجانبين.
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضا لتمرير قرار يوم الجمعة طالبت بالوقف الفوري للأعمال العدائية في سوريا و بشكل عاجل من أجل وصول المعونات الإنسانية، لكن روسيا والصين وإيران فقط صوتوا ضد القرار، ورغم أن القرار غير ملزم ولكنه يعتبر ثقلا سياسيا.
تفاقم الصراع زاد من التوترات بين الغرب وروسيا، فالولايات المتحدة وأوروبا تصرّان على أن الأسد يجب أن يتنحى لإحلال السلام في نهاية المطاف في سوريا، في حين تواصل موسكو دعم الرئيس السوري في محاولة لتعزيز موطئ قدم لها في الشرق الأوسط .
وقال وزير الدفاع الأمريكي كارتر في تطور آخر يوم السبت على هامش مؤتمر أمني في المنامة، البحرين ، أنه سيتم إرسال ما يصل إلى 200 جندي أميركي إضافي إلى سوريا لمساعدة المقاتلين الأكراد والعرب في محاولة لاستعادة السيطرة على الرقة.
يتواجد ثلاثمائة جندي امريكي حاليا في البلاد، لتجنيد وتنظيم وتدريب وتقديم المشورة القوات المحلية في قتالها ضد “داعش”.
كما انتقد كارتر عمليات روسيا في سوريا قائلا ان موسكو “تلهب فقط الحرب الأهلية والمعاناة الطويلة للشعب السوري”.