في الرابع والعشرون من يوليو عام 2013، أصدر عدد من قضاة مصر بياناً لهم من ميدان رابعة العدوية عُرف اعلامياً باسم”بيان رابعة”، نددوا فيه بما حدث مع محمد مرسي ووصفوه بانقلاب على الشرعية، وبعد فض الإعتصام تم تحويل هؤلاء القضاة للمحاكمة، وتم صدور حكم باحالتهم للمعاش والتنبيه على نقابة المحامين بعدم قبولهم كأعضاء في النقابة حتى لا يعملون في سلك المحاماة.
وفي مقال للكاتب الصحفي عبدالناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام الأسبق، في صحيفة المصري اليوم، تحت عنوان “سيادة المستشار… والتاكسي”، كشف فيه عن عمل المستشار محمد سليمان أحد قضاة بيان رابعة سائقاً لتاكسي لكي يتمكن من الانفاق على أسرته، وأكد سلامة في مقاله أن ذلك اهانة للقضاء وأنه يجب اصدار عفو رئاسي عن هؤلاء القضاة واعادتهم لسلك القضاء مرة أخرى.
إلا أن القاضي محمد سليمان فاجأ الجميع برد ناري على مقال عبد الناصر سلامة، حيث قال أن قضاة بيان رابعة لم يستعطفوا أحد ولا يستجدوا أي مخلوق ولا يركعون إلا لله، وأنه برغم ما يعانونه في حياتهم الإقتصادية إلا أنهم يشعرون بلذة البركة فيما يرزقهم به الله سبحانه وتعالى، مؤكداً أنه عُرض عليهم أن يخونوا الأمانة لكي ينجوا من تلك المذبحة إلا أنهم رفضوا وقد جاء رد المستشار محمد سلمان كالتالي:
قضاة البيان لا يستجدون أحداً.. وقضاة البيان لا يستعطفون أحداً، وقضاة البيان لا يركعون إلا الله، وقضاة البيان ستظل راياتهم تطال السماء بينما ينبطح الآخرون ذلاً و هواناً، وقضاة البيان عُرض عليهم أن يخونوا الأمانة لينجوا من المذبحة ولكنهم أبوا، وقضاة البيان لا يقبلون الضيم و لا ينزلون على رأي الفسدة و لا يرضون الدنية في دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم
قضاة البيان ليسوا في حاجة لمن يبكي عليهم أو يربت على أكتافهم عطفاً، هم فقط في حاجة إلى شعب واع يدرك ويفهم ما يحاك لهم، وقضاة البيان تحيطهم بركة الرزق من الله بما يشبه المعجزات الإلهية لأنهم اتقوا الله في هذا الشعب الأبي، وقضاة البيان سيظلون في داخلهم قضاة حق يراعون أخلاقيات وضمائر القضاة حتى وهم بعيداً عن المنصة