في مفاجأة كبرى فجرتها وكالة أنباء رويترز أمس أكدت من خلالها أن السوق السوداء في مصر عادت للحياة من جديد وظهرت على نطاق واسع في منتصف الأسبوع الماضي، وقد فسرت رويترز ذلك طبقاً للقاءات مع تُجار ومتعاملين مع السوق السوداء لعجز البنوك على توفير حصص كاملة للمستثمرين، حيث التزمت البنوك في البداية بتوفير نسبة من تلك الحصص، فكان يلجأ هؤلاء للسوق السوداء مما كان يؤكد تواجد السوق الموازية ولكن على استحياء لتعويض بقية الحصة.
ولكن منذ بداية هذا الأسبوع امتنعت البنوك تماماً عن بيع الدولار إلا لمستوردي السلع الغذائية والأدوية، مما جعل بقية المستثمرين يلجأون للسوق السوداء مرة أخرى وبشكل أكبر وأوسع مما جعلها تنتعش بشكل كبير منذ بداية الأسبوع الماضي، ونتيجة لذلك قامت بعض البنوك منذ أول أمس وظهر ذلك جليا أمس برفع أسعار الدولار مرة أخرى في محاولة منها لتجميع أكبر قدر من العملة الأمريكية مرة أخرى في محاولة لتوفير احتياجات المستثمرين.
وقد أكد الخبير الإقتصادي الشهير هاني فرحات، أن البنك المركزي أعطى تعليمات لبنوكه الحكومية الممثلة في بنك مصر والبنك الأهلي برفع قيمة الدولار ليصل إلى 15 جنيه و75 قرش، مما دفع عدد آخر من البنوك الغير حكومية إلى دخول المنافسة ورفع سعره ليصل في بعضها لأعلى من ذلك السعر، حيث أن بنك بركة أغلق أمس على سعر 16 جنيه، ومن المتوقع طبقاً لما ذكره الخبير فرحات أن يستمر ذلك الإرتفاع خلال ذلك الأسبوع في محاولة لتجميع مبالغ كبيرة تتيح للحكومة توفير احتياجات الشعب من المواد الأساسية خاصة الأدوية.