بسبب زيادة أعباء التعليم على الموازنة العامة للدولة خاصة بعد تعويم الجنيه أمام الدولار والعملات الأخرى بنسبة 48%، فمن المؤكد زيادة الأعباء على الحكومية بنفس النسبة ما يجعل وزارة التربية والتعليم لدراسة إمكانية إلغاء الدعم على مجانية التعليم في المدارس الحكومية والقومية أو تخفيضها بنفس النسبة التى انخفض فيها الجنيه.
واقعياً لا يوجد ما يسمي بمجانية التعليم الذي تسعي الحكومة دائما إلي التأكيد عليها، فالمدارس الحكومية العادية مصروفاتها 60 جنيها، وهذا مبلغ علي الرغم من إنه قليل إلا إنه يشكل عبء علي الكثير من الأسر ولا يستطيعون دفع هذا المبلغ الزهيد.
ويوجد نوع أخر من التعليم الحكومي وهو المدارس الرسمية للغات والمدارس الرسمية المتميزة للغات ( التجريبية سابقا)، وتتراوح مصروفات المدارس الرسمية للغات من 650 إلي 850 جنيها، وتبلغ مصاريف المدارس الرسمية المتميزة للغات من 1400 جنيه إلي 2300 جنيه.
ولكن السؤال الآن هل تضطر الحكومة إلي رفع مصاريف هذه المدارس بعد قرار تعويم الجنية، وتأتي الاجابة إنها لن ترفع المصروفات بشكل مباشر، ولكن ستعمل علي استحداث نوع جديد من المدارس بمصروفات أكثر ولمواجهة الكثافة الطلابية العالية بالمدارس، وبدأت بالفعل وزارة التربية والتعليم في هذا الاتجاه.
عقدت وزارة التربية والتعليم شراكة مع عدد من المستثمرين بالقطاع الخاص لبناء مجموعة من المدارس يكون لها نفس نهج ونمط المدارس الرسمية للغات، من خلال إعطاء المستثمر قطعة الأرض علي أن يقوم ببنائها والتكفل بتشغيل المدرسة وإدارتها لمدة 40 عاما، ومن المقرر أن تتراوح مصروفات هذه المدارس من 4 إلي 5 ألاف جنيه، مع تحديد نسبة زيادة سنوية وفقا للتضخم.
ورأت الوزارة أن أولياء أمور الطبقة المتوسطة هم أكثر الفئات التي ستقبل علي هذه النوعية من المدارس، وذلك لضمان مكان لأبنائهم في مدارس تعلم اللغات، نظرا لزيادة الكثافة الطلابية العالية في المدارس الرسمية للغات والتي وصلت إلي 80 طالبا بالفصل.