على الرغم من كل الصعوبات التى واجهها هذا الشعب ، مازال صامداً و برغم كل تلك الحروب التى خاضها و المأسي التى عاشها يبقى شامخاً ، شعب فرعون و كل من جاء بعده من فراعين تلك الدولة ، شعب يلتمس العذر لكل من حكموه ، شعب يهرب من بؤسه إلى النكته ، يجعل كل ما حوله ساخراً كى يبقى على قيد الحياة .
بداخل كل منا كوميديان ساخر ساخط على حال البلد ، يحول المشكلة إلى نكتة مقوية للقلب يتداولها الشعب ، و مثال على ذلك ” كفتة عبد العاطى ” ! ، نعم ذلك الإبتكار العظيم الذي يعالج كل الأمراض ! ، إبتكار القرن الحادى و العشرين ، يعالج الإيدز و فيروس سى و السكر بل و يعالج الصدفية ! و ما خفي كان أعظم .
فى أوروبا و الدول المتخلفة عندما يعلنوا عن علاجاً لأحد تلك الأمراض ، تتجه الأنظار نحو مبتكري العلاج بالشكر و التقدير و الإحتفاء ، أما نحن عندما أعلنا عن الجهاز ” 20 ×1 ” ، لم نلقى غير التوبيخ و السخرية ، فكيف لعقل بشري أن يصدق أن يتم إبتكار جهاز لعلا جميع الأمراض ! ، لكن فى مصر الأمر مختلف ، فالعقول البشرية أُلغيت منذ زمن ، و أًستبدلت بإعلام مقدس لا يكذب ، فهناك بالفعل من يصدق ، بل و يقسم على نجاحه ، حتى قبل أن يرى الجهاز – إن كان موجوداً بالفعل – .
ثقافة مجتمع لابد من تغيرها ، ثقافة تصديق كل من يطل علينا على شاشة التلفزيون ، كأن كلامه جاء مُنزل مقدس من عند الله ، مثله مثل الرسل ! .