لكي يكون الحوار مثمراً، لابد من توافر المناخ الجيد له، وذلك يكون بتوافر عدة عوامل، منها عدم طغيان ظروف سياسية أو فكرية على الحوار، ويكون الحوار بين المتخصصين في الموضوع الذي يدار حوله الحوار بحيث لايسمح بالتدخل في الحوار لغيرهم، وألا يُجرى الحوار على الهواء بسبب نسبة الأمية العالية في المجتمع.
فقد أوضح الكاتب فاروق جويدة أن الحوار الديني لابد أن يبدأ من رجال الدين أولاً، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، ولا يسمح لغيرهم بالحوار، لأن كثير من غير المتخصصين تجاوزا الحد في الهجوم على العقيدة، وعلى صحابة الرسول-ص- وعلى رجال الدين، وقاموا بتشويه التاريخ والتراث، فالانقسام بين المتحاورين تجاوز حدود الفكر إلى مناطق أخرى، وأن الهجوم الشرس على الدين تحت راية السياسة زاد المدافعون عن الدين تطرفا وأدى إلى غياب الموضوعية والحيادية.
جدير بالذكر أن الثورات الفكرية تحتاج إلى قامات متخصصة محايدة لا تنتمي إلى أى تيار سياسي أوفكري.