في ذكرى فض إعتصام رابعة التي كانت يوم 14 أغسطس لعام 2013، والذي يعتبر أكبر إعتصام شهدته مصر في تاريخها المعاصر الحديث، وإستطاعت القوات العسكرية من فضّه في وقت قصير وزُهقت أرواح كثيرة من الطرفين، وكان ذلك تحت مايسمى بتطهير الميدان من جرائم العنف والشغب .
والجدير بالذكر أن هناك أناس أيّدوا الإعتصام ومنهم شيوخ ورجال أعمال ولكن ذلك هدد بحياتهم، فمنهم من نُفي خارج البلاد ومنهم من صُنف كإرهابي وينتمي لجماعات مسلحة، ومنهم من أُعدم وسجن، والسؤال الذي يطرح كل مرة من الذي قتل ومن أعدم، وما الأساس المُرتكز عليه عند تخوين بعض الشخصيات.
وعلى مر الثلاث سنوات الماضية حدثت سلسلة من الإغتيالات بحق بعض الشخصيات البارزة التي كان لها طرف في عملية فض الإعتصام، ففي 29 يونيو عام 2015 حدث إنفجار على بعد 300 متر من بيت النائب العام “هشام بركات” بحسب قول السائق، وأدى إلى مقتله وعادت الأسئلة من جديد وهو من نفذ عملية الإغتيال ولماذا؟.
ولن نذهب بعيداً… حيث أثارت الجدل محاولة إغتيال الدكتور “علي جمعة” مفتي الديار المصرية السابق في اليوم الخامس من الشهر الحالي، ومازالت الأسئلة المريبة تُطرح حتى الأن، حيث يعتبر “علي جمعة” من أبرز الشخصيات التي أيدت فض الإعتصام على الرغم من معرفته أن ذلك سيودي بحياته.
ثم يأتي السؤال الأهم من دبّر إغتيال “محمد إبراهيم” وزير الداخلية السابق والذي يعتبر المسؤول الأول عن فض إعتصامي رابعة والنهضة، وجرت أحداث الإغتيال بصورة بمنتهى التعقيد بواسطة متفجرات زُرعت بكميات كبيرة في 5 سبتمبر عام 2013، لكن إبراهيم نجى بسبب سيارة مصفحة منحها له الرئيس السيسي قبل محاولة الإغتيال.
أما الشخصيات التي أمرت الجهات الأمنية بحبسهم فلا يمكننا تجاهل أمر الحبس بحق “هشام جنينة”، الذي كان رئيساً للجهاز المركزي للحاسبات والذي كان محايداً في موقفه تجاه فض الإعتصام، وعلى الرغم من إعلان ولائه للرئيس السيسي وأنه رجل يحارب الفساد، لم تكتفي السلطات بإقالته من منصبه، بل أمرت بسجنه أيضاً، بالإضافة إلى القرارات التي أتخذت بحق بعض الإعلاميين مثل “باسم يوسف” الذي دامت سخريته من الرئيس الأسبق “محمد مرسي” طوال مده حكمه، وبرر سخريته بأنه كان سيقوم بالسخرية من أي شخص كان سيتسلم الرئاسة، ولكنه لم يتحمل قرار النفي بحقه من قبل مؤيدي “السيسي” وتهديدات القتل والسجن.
محمد البرادعي كان من بين رافضي طريقة فض غعتصامي رابعة والنهضة، فعلى الرغم من كونه في هذا التوقيت النائب الاول رئيس الجمهورية، إلا أنه قدم إستقالته في اليوم ذاته وعاد إلى النمسا بعد 4 أيام من الفض.
الإعلامي يسري فودة كان من بين الإعلاميين الذين لطالما هاجموا الرئيس السابق محمد مرسي وأيدوا ثورة 30 من يونيو، لكنه أعلن صراحةً رفضه لطريقة فض إعتصامي رابعة والنهضة، لتتوالى بعد ذلك الإتهامات إليه بالإنتماء للإخوان، الأمر الذي دفعه في نهاية المطاف إلى الذهاب لألمانيا والعمل في الإذاعة الألمانية DW العربية.