انطلقت “فيرينا” من قلب صعيد مصر إلى أوروبا تحمل معها رسالة حب ورحمة للبشرية بأكملها، حتى أصبحت منارة وعلماً من أعلام سويسرا و و أوروبا، يحتفلون بذكراها كل عام ولا يعرف عنها المصريين شيئاً .
ترجع قصة القديسة “فيرينا” إلى عهد الإمبراطور “دقليديانوس”، عندما قرر أن يرسل بعثة طبية إلى الغرب في الفترة من 286 – 305 ميلادية مع الكتيبة الطبية المصرية و التي كانت تضم 6600 جندياً مصرياً إلى أوروبا، وخاصة في المكان الواقع بين الحدود الفرنسية السويسرية، و حاول الإمبراطور “ماكسيمان” إمبراطور الغرب إرغامهم على عبادة الأوثان، الأمر الذي رفضته الكتيبة المصرية فقام بقتلهم و سرح الممرضات، ولكن استطاعت القديسة “فيرينا”و مجموعة من الممرضات الاختباء حتى انتهى عصر الأمبراطور “ماكسيمان” و “دقليديانوس” .
وجاء عصر الأمبراطور ” قسطنطين “، و الذي اعتنق الديانة المسيحية و جعلها الدين الرسمي للامبراطورية، الأمر الذي جعل القديسة فيرينا تنطلق برسالتها لتعلم الشعب السويسري تعاليم الديانة المسيحية و تعلمهم الطب و جميع العادات الصحية السليمة التي تعلمتها في قرية “جراجوس”مركز قوص بمحافظة قنا، و أخذت في نشر الوعي الصحي ونشر العفة والطهارة بسويسرا و أوروبا بأثرها، فكانت حياتها مليئة بالعطاء الذي أنار ظلام أوروبا حتى توفيت في الأول من سبتمبر من العام 344 ميلادية .
و أصبحت فيرينا علماً من أعلام أوروبا، وتم نحت تمثال لها مُقام على الجسر الواقع بين سويسرا و ألمانيا على نهر الراين، كما توجد 70 كنيسة بسويسرا تحمل اسم القديسة المصرية وتحتفل بها المؤسسات الرسمية كل عام .