يبدو أن سمة صدام قد نشأ بين الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الأوقاف من جهة، وبين “مشيخة الأزهر الشريف” من جهة أخرى، فقد أعلنت هيئة كبار العلماء رفضها “للخطبة المكتوبة”، وذلك عبر بيان صادر من المركز الإعلامي للأزهر منذ قليل، اعلن من خلاله عن موقفها الرسمي بشأن ذلك.
كانت هيئة كبار العلماء برئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور “أحمد الطيب”، بمقر مشيخة الأزهر الشريف اليوم الثلاثاء 21 شوال 1437هـ الموافق 26/7/2016، لمناقشة الكثير من القضايا الإسلاميَّة التي تهم المسلمين حول العالم، وتناول الاجتماع موضوع تطبيق وزارة الأوقاف، للخطبة المكتوبة، وخرج بالبيان الآتي:.
اضطلاعًا بدور الأزهر الذي حدَّده له الدستور المصري بأنه المسؤول عن الدعوة الإسلامية، قرَّرت الهيئة بالإجماع رفض الخطبة المكتوبة، مُعتبرةً هذه الخطوة تجميدًا للخطاب الديني، مُؤكِّدة أنَّ الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات؛ حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها؛ مما سيُؤدِّي بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكرِه وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التي تتَّخذ الدِّين سِتارًا لها، وتستخدم من بين أساليبها تحريف بعض آيات القُرآن الكريم والأحاديث النبوية عن مواضعها، والتلبيس بها على أفهام عوامِّ المسلمين؛ ممَّا قد يُصعِّب على الإمام مُناقشة هذه الأفكار وتفنيدها والرد عليها وتحذير الناس منها، وهو الأمر الذي يوجب مزيدًا من التدريب للخطيب والداعية وإصقاله بمهارات البحث العلمي والدعوة والابتكار حتى يستطيع الحديث بما يُناسب بيئته والتغيرات المتطورة كل يوم، وحتى يجتمع الناس من حوله منصتين إليه.