“مشاهد غش جماعي، تسريب إمتحانات بإجاباتها النموذجية، إلغاء مواد، تساوي طالب مجتهد بغيره حصل على الإمتحان مسرب” كلها مواقف تشهدها إمتحانات الثانوية العامة لهذا العام بشكل فج، ما يدل على دمار المنظومة التعليمية في مصر.
تحتل مصر مراتب متأخرة جدًا على مستوى التعليم العالمي، حيث أن الفرق شاسع بين منظومة التعليم في مصر وفي الدول المتقدمة.
وبمناسبة إمتحانات الثانوية العامة و الغش الجماعي و تسريب الإمتحانات، أوضح الرحالة و المغامر المصري أحمد حجاجوفيتش أسباب الفشل الكامل لمنظومة “التربية و التعليم” في مصر والفرق بين التعليم في مصر وفي الدول المتقدمة.
فنشر حجاجوفيتش على صفحتة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” يقول :” التعليم عندنا في مصر عبارة عن مسرحية هزلية كبيرة كلنا مشتركين فيها و كلنا بنضحك علي بعضنا و كله بيلبس المشكلة في التاني، فالوزارة مغيرتش مناهج الدراسة من ٣٠ سنة أو أكتر و فكر التعليم عندها في حالة شلل تام من سنين طويلة اوي، و المدرسين أكل عيشهم كله من الدروس الخصوصية و كله عامل نفسه أستاذ الجهابذة في المادة بتاعته عشان يطّلع بسبوبة كويسة من الطلاب، و طبعاً إدارات المدارس سعيدة بالحوار ده لأن أولياء الأمور بتدفع مصاريف المدرسة لولادهم اللي مش بييجوا المدرسة أصلاً عشان يذاكروا في البيت و يروحوا الدروس الخصوصية، و المدرسين بيروحوا المدرسة عشان يمضوا الصبح و يتوكلوا علي الله عشان يلقطوا عيشهم”.
وتابع :”لما المفتشين بييجوا المدرسة اللي لا فيها طلبة و لا مدرسين في الثانوية العامة، طلبة و مدرسين إعدادي أو أولي ثانوي يقوموا بالواجب و يقسموا نفسهم علي الفصول، و المفتش فاهم و المدرسين فاهمين و الطلبة فاهمين و كله بيضحك علي كله، المهم إن المفتشين يرجعوا الوزارة يقولولهم إن كله تمام و العملية التعليمية ١٠٠-١٠٠”.
ووصف الرحالة و المغامر المصري أحمد حجاجوفيتش مشروع الثانوية العامة بأنه مشروع فاشل بجميع المقاييس لأن الطلبة كلهم يحفظوا و يصموا مناهج”هما أصلاً مش فاهمين منها أي حاجة و مش حتفيدهم في حياتهم بعد كدة بأي حاجة و يدخلوا ينقشوها في ورقة الإجابة، و اللي مش فاكر هو حفظ إيه بيغش من اللي جنبه أو يدخل علي الإنترنت من الموبايل و يجيب الإجابة النموذجية، وكل سنة وزارة التربية و التعليم بتعمل حفلة كبيرة لأوائل الثانوية العامة و صورهم بتنزل في الصفحة الأولي في كل الصحف المصرية و كل البرامج التليفزيونية بتستضفهم و بعدين عمرنا ما سمعنا عن أي واحد فيهم علي مر السنين بقي علامة بارزة في أي تخصص أو بقي حاجة كبيرة في شغله “.
وأضاف حجاجوفيتش :”ليه بقي ؟ لأنه أصلاً إتعود و كبر علي مفهوم غلط أهله و المجتمع أقنعوه بيه و هو إحفظ يابني و مش مهم تكون فاهم حاجة … المهم المجموع الكبير عشان تدخل كلية كبيرة و خلاص.. اللي ممكن تكون في معظم الحالات بعيدة كل البعد عن ميوله و مواهبه … المهم منظر أهله قدام الناس و هما بيقوله إن إبننا دكتور أو باشمهندس و بيبتدي مسلسل الفشل الكبير في الحياة بمجرد دخوله الكلية و ياخد الصدمة المريرة من الواقع الحقيقي إن الكلية معظمها فهم مش حفظ”.
ووضع حجاجوفيتش مقارنة بين التعليم في مصر وفي الدول المتقدمة حيث قال :”لكن في الدول المتقدمة التعليم ده يعتبر أكبر إستثمار للدولة و صمام الأمان لمستقبل الدولة و شعبها، عشان كدة مناهج الدراسة بتتغير سنوياً تقريباً عشان تواكب التطور المذهل للعصر و الإمتحانات هناك مش للنجاح و السقوط و لكن لتقييم المدرسين بيعرفوا يفهموا الطلبة و لا لأ، ده غير إن مفيش حاجة إسمها إن المدرسة بتبقي بسور و حارس، لأن الطلبة بتيجي المدرسة حباً في الدراسة و لحبهم في الطرق المشوقة اللي المدرسين بيشرحوا بيها و بتعتبر المدارس بيتهم التاني، و سر نجاح و تقدم البلاد دي إنها هناك معندهاش ثقافة الثانوية العامة بتاعتنا (الحفظ و النقش و الإمتحان اللي بيحدد مصيرك و مجموعك اللي حيدخلك الكلية مش موهبتك و شغفك) “.
واضاف حجاجوفيتش :”عندهم هناك إمتحان قدرات لكل كلية بتدخله كل الطلاب اللي نفسهم يبقوا أطباء أو مهندسين أو فنانين، مهما كانت مجاميعهم و نتائج دراستهم في سنين المدرسة، فتلاقوا إن كل واحد بيتدخل الكلية اللي هو بيعشقها و حيحط فيها كل حبه و شغفه و أفكاره و طموحاته و أحلامه ، و كمان عندهم القانون إن لو طالب دخل “كمثال” كلية الطب و كان نفسه يبقي طبيب و لكن بعد ما دخل لقي إنه مش ده مكانه ، عادي جداً يروح يمتحن إمتحان كلية هندسة أو فنون جميلة أو سياسة و لو نجح يكمل دراسته فيها، أعتقد دلوقتي الناس عرفت ليه مصر أخدت المركز قبل الأخير في جودة التعليم علي مستوي العالم”.
حلو.الحالي.احلاء