ساد المكان الصمت وعمّه الهدوء والكل في ترقب تام ينتظر حديث قاضي المحكمة، لينطق فجأة بحكمه على الرئيس معلناً حُكماً بالإعدام شنقاً، فيُبادره الراحل بابتسامة راح يردد بعدها عباراته الاخيرة قبل تنفيذ الحكم:
“يعيش الشعب، تعيش الامة، يسقط الغزاة، يسقط العملاء، و الله اكبر “.
بل أردف قائلاً بعد أن إعتلى منصة الإعدام المخصصة لإعدامه وطلب معطفاً من أحد الحضور ثم ألقى بكلماته التي كانت هذه العبارات هي آخر ما طرق مسامع الشعب العراقي من لسان رئيسهم الراحل صدام حسين وقتئذٍ، لكن الرئيس الراحل لم يكتفي بهذه الكلمات وخصصها لحكام العرب مستشرفاً مستقبلهم فيها قائلاً:
“ستعدمني امريكا، أما أنتم ستعدمكم شعوبكم”.
ثم قال:
” ما يهمني هو ان تبقى الأمة رافعة رأسها و لا تنحني بتاتاً، أمام اليهود الصهاينة، و لكي تقود أمة فلن تنجح إن لم تكن تلك الأمة تثق بأنك رجل عادل حتى لو كنت قاسيا في نظرهم لأن الموقف الذي كنت قاسيا فيه قد تطلب ذلك، و حافظ على اسرار الناس و لا تضعها في افواه الآخرين او تستخدم سر غيرك خصوصا الصديق، و كن دائما على ثقة بالرجال الذين لا يترددون في المواقف الصعبة لانهم الأمثل لفعل ذلك ”.
هذه العبارات التي صاغها لسان الرئيس العراقي الراحل قد ساهمت في تغيير شخصيته لدى الكثيرين حتى أصبح بالنسبة لهم صدام حسين صاحب شخصية أخرى بدل تلك التي اعتادوا عليها في صرامته وجديته، عكس ما عهدوا منه الكتمان و القليل الكلام.
الرئيس الراحل صدام حسين اختصر حياته كلها بتلك العبارات الاخيرة التي قالها:
” كنت صادقا في معاداتي لكل الصهاينة و مخلصا في التحدي مع امريكا، لكنني قصرت في شيئ واحد و هو فهم الصحوة الاسلامية و تقريب الاسلاميين تماما و اللوم لا يعود علي فقط بل عليهم ايضاً لأنهم قصروا في فهمي و استيعابي لمصلحة المشروع الاسلامي الكبير… و الآن انا اعلم لكن فات الآوان على ان اعلم ان المسلمون وحدهم القادرون على لجم المشروع الصهيوني لو إجتمعوا ”.