يبدو أن “الدولار” أصبح لغز يومي يستيقظ المصريين على كابوس مقلقاً منامهم، موجهاً ضرباته الموجعة للجنيه المصري، متحدياً قرارات البنك المركزي، ليصبح له الكلمة العليا في سوق الصرف دون منازع ودون مضايق، مواصلاً ضرب الإقتصاد المصري الذي لم يعافى بعد.
فقد واصل الدولار قفزاته المتتالية في السوق السوداء مقابل الجنيه المصري، ليصعد 20 قرشاً دفعة واحدة، مسجلاً الـ 10 جنيهات للبيع، وسعر 9.90 جنيه للشراء، وسط توقعات برفع المركزي له مقابل الجنيه في التعاملات الرسمية خلال الفترة القادمة.
ومن ناحية أخرى، فإن الغموض وعدم وضوح الرؤية، في السياسات الحاكمة لسوق الصرف، وسط تصريحات وتوقعات وتنبؤات رسمية وغير رسمية شبه يومية، دفعت المتعاملين في السوق السوداء بالاحتفاظ بأموالهم الدولارية لحين اتضاح الروية.
هذا ويشهد سوق الصرف الآن حالة من التخبط والعشوائية، في ظل عدم وجود ضابط لإيقاعه، وسط حالة من الشراهة في الطلب غلى الحصول على العملة الصعبة، وخاصةً من قبل المستوردين، الذين يريدون تلبية إحتياجاتهم الإستيرادية مع دخول شهر رمضان الكريم، في الوقت الذي يشهد شح في كميات المعروض من العملة الصعبة ونقص حاد من جهة، وعزوف بعض شركات الصرافة عن البيع والشراء خوفاً من إجرارات المركزي من جهة أخرى.