أسفر حريق ملهى الصياد بالعجوزة، عن مصرع 16 شخص كان من بينهم أحد العاملين بالتربية والتعليم على رتبة موجه، وهو يدعى “سمير حسان”، مما ضاعف التساؤلات عن سبب عمل “مربي أجيال” فى مثل هذا المكان الذى تحوم حوله الشبهات، حتى أن البعض يرفض الترحم على ضحاياه بحجة أنهم ماتوا على معصية.
بعيداً عن هذا المنطق والجدل الذى لن يفيد فيه، يجب إلقاء الضوء على من هو “سمير حسان” وسبب عمله فى هذا المكان، الذى كان يتوجه له مساء كل يوم من منزله بالكيت كيت إلى ملهى الصياد بالعجوزة، فى رحلة قصيرة تستغرق 5 دقائق بالسيارة، وفى الصباح يذهب إلى مقر عمله بالتربية والتعليم.
عُرف الأستاذ سمير فى مكانه عمله بالملهى بـ “بابا” فقد أعتاد الجميع أن ينادوه بهذا الإسم، ولم يكن يعرف أن بعد موته سيكون هذا العمل بمثابة العار لأولاده وأسرته من بعده، ووفقاً لشهادات رواد الملهى كان عم “سمير” هادئ الطباع ولا يرتبط بالملهى بأى صلة سوى العمل على ماكينة الكاشير أو فى حسابات المحل بشكل عام.
وأكد زملائه فى العمل، أنه لم يكن ليقدم على العمل فى مثل هذا المكان سوى للحاجة والرغبة فى زيادة الدخل بعيداً عن الإرتشاء أو التزوير أو خيانة مهنته التعليمية بأى شكل، إلا أنه كان يشعر فى قرارة نفسه بإنحطاط هذه المهنة، وبالتالى أخفاها عن كل قريب وبعيد.
كان عم “سمير” يقطن مع أسرته فى منزل متوسط الحالة، وكان له من الأبناء 6 ووسط خوف أولاده من الفضيحة على حد تعبيرهم، خرجت الأم لتدافع عن الأب الغائب، قائلة أنه مات بشرف وكل ما كان يجمعه بالملهى هو الحسابات بإعتباره موجه رياضيات فى التربية والتعليم، فهو لم يكن حرامى ولا مرتش فقد كان يرغب فى تحسين دخله، فى الوقت الذى شهد له كل زملائه فى العمل بالكفائة وطهارة اليد.
وقد أشارت زوجته إلى أنه كان من المفترض أن يخرج على المعاش قريباً، وهى تخشى من أن يؤثر الكلام الذى قيل عنه بغير حق على إمكانية صرف هذا المعاش، خاصة بعد موت عائل الأسرة وعدم وجود مصدر دخل سوى هذا المعاش.
انني أكاد أبكي علي هذا الرجل المحترم المصري الغلبان الذي اضطرته الحاجة لبيع أي شئ حتي يستر نفسه وأسرته – ولا يسود وجهه بسؤال الناس – اللهم ارحم عبدك هذا رحمه واسعة واغفر له ما كان منه من تقصير – اللهم ابدله دارا خيرا من داره وأهلا خير من أهله واجعل قبرا مد بصره وادخلة الفردوس الاعلي في الجنة يا أرحم الراحيم – أنا الان مليونير لكني لا أنسي انني كنت أتمني أن يسقط البيت علي زوجتي وأبنائي فيموتوا جميعا لأنني كنت لا أستطيع أن أوفر طلبات البيت-اللهم ارحم أخي هذا