كشفت التفجيرات التي هزت باريس، يوم الجمعة الماضي، عدم فاعلية وكفاءة نظام أجهزة الأمن المتخصصة في مكافة الإرهاب بفرنسا، رغم الوعود التي التزم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لمكافحة الإرهاب واتخاذ كل الاجراءات لتوفير الأمن للمواطنين الفرنسيين، عقب الهجوم المسلح على صحيفة شارلي إبدو مطلع هدا العام في 7 يناير الماضي، والذي أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 11 آخرين .
لقد تمكنت مجموعة متكونة من 8 أشخاص مسلحين، من إحداث الفوضى مجددا في العاصمة الفرنسية باريس، واختراق النظام الأمني الفرنسي بعد مرور سنة على استهداف الصحيفة الساخرة “شارلي إبدو”، في الوقت الذي انشغلت فيه السلطات الفرنسية بالملفين السوري والليبي، وعلى مسافة قريبة من الانتخابات المحلية المقرر تنظيمها شهر ديسمبر المقبل، وقبل عام ونصف العام من موعد الانتخابات الرئاسية في 2017 .
فبعد الأحداث المؤلمة الأخيرة التي شهدتها فرنسا، والتي راح ضحيتها 129 قتيلا من بينهم 20 أجنبيا ونحو 352 جريحا حسب الحصيلة المؤقتة لتفجيرات يوم الجمعة، بات من الواضح ان هولاند لا يمكنه الحصول على الدعم غير المشروط عمليا، الذي عبر عنه الفرنسيون بعد الموجة الاولى من الاعتداءات في يناير 2015 .
ورغم تبني تنظيم الدولة الاسلامية داعش، للهجوم المسلح الذي استهدف ملعب دو فرانس وقاعة مسرح باتاكلان ومطعم كمبوديا في الدائرة الـ11 وسط باريس، إلا أن منصور تس رئيس تحرير قناة “فرانس 24″، كانت له وجهة نظر أخرى وقال في مداخلة له خلال النشرة الاخبارية الخاصة بمتابعة أحداث “التفجيرات” ليلة الجمعة، أن المجموعة المسلحة التي نفذت “الهجوم” تنتمي لتنظيم القاعدة الذي يمتلك خبرة في التخطيط لمثل هذه العمليات الانتحارية التي يتطلب التحضير لها أكثر من عامين، مستبعدا انتماءهم لتنظيم “داعش” .