شهدت الأراضي المقدسة بالحرم المكى الشريف عصر الجمعة 11 سبتمبر حادثة سقوط إحدى رافعات توسعة الحرم، إلا أنه بالرجوع إلى التاريخ لم تكن هذه الحادثة الأولى بل أنها أعادت للأذهان ذكريات الحوادث الأخرى التى شهدتها الأراضي المقدسة وأدت إلى سقواط آلاف الضحايا من زوار بيت الله الحرام على مر التاريخ.
حيث تسببت الرافعة فى وفاة ما يزيد عن 100 شخص وإصابة أكثر من 200 أخرون، وأقرب حادثة شبيه حدثت فى الحرم المكى كانت فى يناير 2006، عندما انهار أحد المبانى المجاورة للحرم المكى وقت استعداد ما يزيد عن 2 ونصف مليون حاج التدفق إلى الحرم فى صباح الجمعة السادس من ذى الحجة، وقد تسبب هذا الحادث فى وفاة ما يزيد عن 76 حاج وإصابة عشرات آخرون.
كذلك شهد عام 2004 حادث مأساوى أخر بالحرم المكى، إذ سقط ما يزيد عن 251 حاج من أعلى جسر الجمرات أثناء التدافع بين الحجاج فى هذا المكان، وكان هذا الحادث فى أول أيام عيد الأضحى المبارك
وفى العام السابق 2003 وقع بالحرم حادث مماثل راح ضحيته 14 حاج أثناء التدافع أعلى جسر الجمرات، وكان معظمهم من النساء فى أول أيام رمى الجمرات بمنى، أما أكثر حوادث الحرم ضخامة فكان فى عام 1997 والذى أدى إلى مقتل 343 حاج على أثر حريق شب فى مخيم بمنى.
وفى عام 1998 لقى 119 حاج مصرعهم أثناء التدافع أعلى جسر الجمرات، وهو نفس ما حدث عام 2001 وأدى إلى مقتل 35 حاج، وما يزيد عن 270 حاج أيضاً بذات الطريقة عام 1994، إلا أن أكبر عدد ضحايا سجله التدافع من أعلى جسر الجمرات فكان عام 1990 والذى أسفر عن مقتل 1426 حاج أغلبهم من جنسيات تركيا وأندونسية وذلك أثناء التدافع بأحد أنفاق مكة.
أما حوادث الإشتباكات فكان لساحة الحرم المكى الشريف نصيب منها، حين أندلعت اشتباكات بين حجاج شيعة من إيران وبين قوات الأمن السعودية، عندما حدثت إحتاجاجات ضد الغرب خلال موسم الحج، راح ضحيتها 400 شخص من الحجاج الشيعة الإيرانيين وكان ذلك فى عام 1987.
لم تخلو ساحة الحرم الشريف من الأعمال الإرهابية وزرع القنابل وهو ما حدث عام 1989 إذ انفجرت قنابل بالقرب من الحرم، وأدت إلى مقتل 16 حاج وإصابة آخرون، وقد قامت السلطات السعودية بالحكم حينذاك على 16 أجنبياً ثبت إشتراكهم فى زرع القنابل بالإعدام.