رحل عن عالمنا يوم أمس الخميس الأمير سعود الفيصل فارس الديلوماسية السعودية ووزير الخارجية السعودي السابق والمستشار الخاص للملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، وذلك بعد رحلة عطاء في خدمة القضايا العربية والإسلامية أستمرت ما يقرب من 40 عاماً.
والأمير سعود الفيصل ولد في مدينة الطائف في شهر يناير عام 1940 وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ووالدته هي الأميرة عفت الثنيان آل سعود.
نشأ الأمير سعود الفيصل وتربي في مدرسة الملك والأب فيصل بن عبد العزيز آل سعود نهل منه الأدب والثقافة والعلم الواسع والدبلوماسية الحكيمة والإدارة المحنكة.
حصل الأميرسعود الفيصل بن عبد العزيز على بكالوربوس في الاقتصاد من جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1964، وأول منصب شغله مسئولاً عن العلاقات النفطية في شركة بترومين ثم تدرج في المناصب حتى أصبح وكيلاً لوزارة النفط والثروة المعدنية عام 1971 وأستمر شاغلاً لهذا المنصب لمدة خمسة أعوام متتالية.
وبداية من عام 1975 تولي الأمير سعود الفيصل وكان وقتها عمره 35 عاماً حقيبة وزارة الخارجية السعودية وكانت في تلك الفترة الزمنية تمر الدول العربية بعدد من الأزمات الخارجية إلا أنه وبحكمة بالغة استطاع قيادة الدبلوماسية السعودية وشارك في حل الكثير من تلك الازمات لمصلحة الأمتين العربية والإسلامية.
ويعتبر الأمير الراحل سعود الفيصل هو أقدم وزير خارجية على مستوى العالم كما أنه يعتبر صاحب أطول فترة بقاء في منصب وزيراً للخارجية، حيث أنه قد عاصر أربعة ملوك سعوديين وتولي منصب وزيراً للخارجية السعودية على مدار أربعة عقود وذلك في الفترة من عام 1975 وحتى 2015.
لعب الأمير سعود الفيصل دوراً كبيراً في إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط وذلك بالعمل على إيجاد حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي حيث بذل جهود مضنية لتحقيق التوافق العربي حول مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002 وهي الأرض مقابل السلام.
كان الأمير سعود الفيصل ليس وزيراً للخارجية السعودية فقط بل وزيراً لخارجية المنطقة العربية بأكملها حيث بذل جهوداً مضنية في العديد من القضايا والأزمات التي مرت على العالم العربي مثل الأزمة اللبنانية (الحرب الأهلية اللبنانية) حيث استطاع جمع جميع أطراف النزاع اللبناني ولعب دوراً كبيراً في إنهاء الحرب في أكتوبر 1990 وجمع أطراف النزاع اللبناني ليقوموا بالتوقيع على اتفاق الطائف والذي أنهي هذه الحرب الأهلية التي دمرت لبنان أعواما كثيرة.
من القضايا الأخري التي بذل فيها جهوداً كبيره هي اجتياح العراق حيث حذر إدارة جورج بوش بعدم غزو العراق.
وفي مرحلة الربيع العربي استطاع سعود الفيصل قيادة الخارجية السعودية بالثبات الشديد والقدرة على تبني المواقف المنحازة للشعوب العربية وتطلعها للحرية ووقف بجانب مصر في الكثير من القضايا وله العديد من الأقوال المأثورة” مصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقي المملكة والأمة العربية صامته” .
رحم الله الأمير سعود الفيصل، وأن يلهم الشعب السعودي والعربي الصبر والسلوان في مصابها الجلل بوفاة الأمير سعود الفيصل