مع حلول شهر رمضان المبارك تكثر التساؤلات عام مع عام عن مفطرت شهر رمضان، و تكثر هذه الأشئلة سنوياً على الرغم من قيان العديد من الشيوخ و علماء الفقه بالإجابة و توضيح هذه التساؤلات، و أهم ما يثير تساؤل المسلمين في هذا الموضوع هي حدود العلاقة الجسدية بين الزوجين و ما أباحه الشرع في العلاقه في نهار شهر رمضان و ما نهى عنه و جعله من مفطرات الصيام، و يتوارد إلى الشيوخ و علماء الفقه أسئلة كثيرة من هذا القبيل فمنهم من يسأل “البوسة بتفطر؟، طب الحضة بيفطر”، و ما هي حدود العلاقة الجنسية في فترة الصيام؟، و في هذا السياق سنجيب عن كل هذه التساؤلات من خلال موضوعنا هذا.
مفطرات شهر رمضان المبارك:
هناك ثوابت لا تحتاج للشك من حيث مفطرات شهر رمضان و وضحّها الشيوخ و علماء الفقه، و كما أكد الباحث و الداعية الإسلاني “محمد مصيلحي” في شرح مقصل لمفطرات الصيام قائلاً: “الصيام هو الامتناع عن شهوتي البطن و الفرج و ليس البطن فقط”، و أكد أن “شهوة الفرج” من مفطرات الصيام الأساسية التي لا شك فيها.
- الجماع من المفطرات:
الجماع الكامل بين الرجل و زوجته من أول مفطرات الصيام الجنسية، و ذلك في نهار شهر رمضان، بحيث يعتبر من المفطرات سواء اشتمل على الإنزال أو بدون الإنزال، لذلك يعتبر الجماع الكامل في مهار رمضان من المفطرات الصريحة التي لا شك فيها.
- الإنزال:
أكد الشيخ “مصيلحي” أن الإنزال من المفطرات الأكيدة في نهر رمضان سواء للرجل أو للمرأة، حتى إن تم الإنزال دون جماع، و في حال حدوثه فإنه يفسد الصيام و تجب الكفارة، و ذلك لأن ماء الرجل و المرأة يفسد الطهارة و يجب الاغتسال منه.
- القبلة بدون شهوة لا تفطر:
و قد اختلف الفقهاء على هذه المسألة بحيث رأى بعد الفقهاء أن القبلة تفسد الصيام و رأى البعض الآخر أنها لا تفسده، و قد أكد “مصيلحي” أن القبلة لا تفطر لكن في حالة واحدة إن كانت بدون شهوة، و ذلك اعتماداً على قول السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن القبلة “نعم جائزة لمن يملك إربه”، وإربه تعنى “نفسه”، أي أنها جائزة لمن يملك السيطرة على شهوته.
- العناق لا يفسد الصيام ولكن ليس مستحبا
أكد الفقهاء أن العناق جائزاً و العناق هنا يقصد به ملامسة الجلد للجلد، و أجازوا أيضاً المداعبة بدرجاتها فإنها تأخذ نفس حكم القبلة، أي تعتبر جائزة دون إنزال و ذلك إذا امتلك الطرفين السيطرة على شهوتهما، و لكنها تعتبر غير مستحبة أي تقلل من ثواب الصيام.
- احتلام الرجل والمرأة ليس من مبطلات الصوم
أي إذا كان الرجل أو المرأة نائمين و احتلما دون قصد منهما فإن صيامهما جائز بشرط أن يغتسل و يكمل صيامه، إنما إذا تعمد الإنزال فلا يجوز صيامه.
- النظرة العابرة ليست من مفطرات الصيام:
نظراً للاختلاف الذي حدث بين الفقهاء حول النظرة فقد قسم الفقهاء النظرة إلى نوعين، النوع الأول و هي النظرة العابرة لا تفسد الصيام و إنما تقع إثمها ضمن غض البصر، بينمت النوع الثاني و هي إذا نظر الرجل للمرأة نظرة طويلة أي يطيل النظر فهي تعتبر من مفسدات الصيام و من المفطرات، لأنها تفتح باباً للشهوة و الإنزال، بينما إذا مرت دون إنزال فهي تقلل ثواب الصيام.
جزاكم الله خير