على طريقته الخاصة في الاحتفاء بالشخصيات والأحداث الهامة، يحتفل اليوم محرك بحث جوجل بالذكرى الـ 133 لميلاد عالمة الرياضيات الفذة إيمي نويثر، بوضع صورة معبرة عنها في الصفحة الرئيسية، باستخدام خاصية Doodles.
فمن هي إيمي نويثر؟
إيمي نويثر هي عالمة الرياضيات الفذة التي تعتبر من أهم الشخصيات النسائية في العلوم الطبيعية والرياضيات. يقول عنها ألبرت أينشتاين “إيمي نويثر هي أهم امرأة في تاريخ الرياضيات” وذلك لإسهاماتها المتميزة في الفيزياء النظرية وعلم الجبر المجرد بفروعه المختلفة.
عادة ما تتوافر صفتي البراعة والدقة في النساء، ولكن حينما يدخلن في علوم الطبيعة تتحول تلك البراعة إلى عبقرية، ويذكر التاريخ مدام كوري كمثال. لذلك تحظى إيمي نويثر بهذا القدر من التقدير لدى علماء الرياضيات والفيزياء النظرية.
حياة ونشأة إيمي نويثر
لم يكن البروفيسور ماكس نويثر – عالم الرياضيات الشهير – يظن لحظة أن جينات عبقريته ستنتقل وراثيًا إلى ابنته الرقيقة إيمي. ولا حتى هي كانت تظن أن يحدث هذا يومًا، فقد كان جلّ طموحها هو تدريس اللغات، ولكن أبت الأقدار إلى أن يُسطر اسمها بين أكثر الشخصيات تأثيرًا في علم الرياضيات.
كان ميلادها في 23 مارس 1882 في مدينة إيرلانجير البافارية، لأسرة يهودية. وكان لأبيها دور كبير في نبوغها في علم الرياضيات، حيث كانت أطروحتها الأولى وهي بعد في الخامسة والعشرين تحت إشراف عالم الرياضيات باول جوردان، في نفس الجامعة التي يُحاضر فيها والدها ماكس نويثر.
السنوات السبع الأولى في حياة إيمي نويثر الأكاديمية قضتها في نفس الجامعة – جامعة إيرلانجير – ثم انتقلت بعدها إلى جامعة جوتنجن، وقامت بالتدريس فيها لمدة 4 سنوات تحت الإشراف كأستاذ مساعد، حتى تمت ترقيتها عام 1919 وأصبح من حقها التدريس بدون إشراف.
ظلت في جوتنجن لمدة 14 عام وبها نشرت معظم أبحاثها ونظرياتها المشهورة حتى عام 1933، قبل أن يصعد النازي إلى الحكم، ويبدأ في طرد واعتقال كل العلماء اليهود، فاضطرت إيمي نويثر على إثرها إلى الهروب إلى بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وظلت هناك تُحاضر الطلبة في كلية براين ماور.
مرض ووفاة إيمي نويثر
في أوائل أبريل من عام 1935 شعرت إيمي ببعض الآلام في جانبها، فانتقلت على أثرها إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، وتم تشخيص حالتها على أنها حويصلات على المبايض.
تم إجراء جراحة استئصالية ناجحة لها في العاشر من أبريل، ولكن يبدو أنها كانت المحطة الأخيرة لحجة الجبر المجرد إيمي نويثر، فقد وافتها المنية بعدها بأربعة أيام فقط في 14 أبريل 1935 عن عمر يناهز 53 عام، امتلأ أكثر من نصفها بالمنح والعطاء العلمي المجرد الذي وضع اسمها بجانب الصفوة من علماء الطبيعة والرياضيات.
صور إيمي نويثر
للأسف لم تدركها الصور الملونة، ولكنها تركت إرثًا لا بأس به من الصور التقليدية ذات اللونين الأبيض والأسود.
وهذه صورة البروفيسور باول جوردان الذي أشرف على أطروحتها الأولى