أثارت نقطة اختيار تنظيم داعش الرقم 21 في جرائمه التي ارتكبها في العراق وسوريا وليبيا ضد ضحاياه قبل إعدامهم ذبحا أو حرقا، انتباه أجهزة الاستخبارات العربية والدولية، التي بدأت تهتم بتصرفات تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق، في محاولة منها لتفسير جرائمه وكشف الأسرار والحقائق الخفية لهذا التنظيم الارهابي الذي أرعب العالم بالمجازر التي يرتكبها من حين لآخر .
في الفيديو الذي نشره تنظيم “داعش” حول إعدام 21 عاملا مصريا قبطيا كان عدد المصريين الذين تم احتجازهم في ليبيا 20 شخص مصري وأضاف التنظيم إليهم مواطن إفريقي ليصبح الرقم 21، أما في الفيديو الخاص بالبيشمركة الذين أعدهم التنظيم حرقا كان عدد المحتجزين 16، واضاف إليهم “التنظيم الارهابي داعش” 5 أشخاص آخرين، ضابطان في الجيش العراقي، وثلاثة من عناصر شرطة كركوك ليصبح العدد 21.
لا شك أن تنظيم “داعش” كان يحرص على إعدام الرهائن بعد جمعه 21 رهينة، وأن هذا الرقم كان مقصود وليس عشوائيا .
فسر بعض المحللين والخبراء الأمنيين لغز اختيار تنظيم “داعش” الرقم 21 لضحاياه قبل اعدامهم، على أن له علاقة بما يعرف بمعركة هرمجدون في فلسطين ونهاية آخر الزمان، فحسب ما ورد في الانجيل يمثل هذا الرقم 21 خطيئة سيقع فيها البشر في الأيام الأخيرة تستوجب القصاص، الذي يعتبره “داعش” القصاص المناسب الذي يجب تطبيقه على من يقع في الخطايا الـ21 وفقا لاعتقادات تنظيم “الدولة الاسلامية” لتبرير جرائمه .
كما أن الرقم 21 في الإنجيل هو مجموع الرقمين 13 و8، الرقم 13 يرمز إلى الخطايا والشيطان، والرقم 8 يرمز إلى القيامة والخلاص، وهي الرسالة التي أراد تنظيم “داعش” إرسالها للأقباط وفق شريعتهم وأنه التنظيم المخلص للبشرية من الشيطان والخطايا .
أما بالنسبة لما ذكره قائد عناصر المجموعة التي نفذت الإعدام في ال 21 مصري بليبيا حيث قال: “الحمد لله القوي المتين والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين، إن هذا البحر الذي غيبتم به جسد الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله أقسمنا بالله لنشوبنه بدمائكم سنفتح روما بإذن الله، وعد نبينا صلى الله عليه وسلم واليوم نحن في جنوب روما في أرض الإسلام ليبيا نرسل رسالة أخرى أيها الصليبيون إن الأمان لكم أماني لاسيما أنكم تقاتلوننا كافة فسنقاتلكم كافة حتى تضع الحرب أوزارها”، يتضح من خلال تحليل هذا الخطاب أن تنظيم “داعش” وجه رسالة لجميع المسيحيين في العالم مرتبطة بما تردد عن موقعة هرمجدون والاستعداد لها.
وفقا لأبحاث علماء الأزهر الشريف، المصادر الإسلامية لا يوجد فيها ذكر لمعركة هرمجدون، إلا أنه ورد ذكرها في مصادر الديانات الأخرى، أما بالنسبة للغز أو سر اختيار تنظيم “داعش” الرقم 21 لضحاياه، فلا يوجد تفسير إسلامي له .
هرمجدون كلمة عبرية مكونة من مقطعين، هر بمعنى جبل، مجدون: اسم واد في فلسطين يقع في مرج ابن عامر شمال تل أبيب، وتعرف مجدون الآن باسم “تل المتسلم” .