تغيرت الصفحة الرئيسية لمحرك البحث الأكبر Google، إحتفالاً بالذكرى الـ 107 لميلاد “لطيفة النادى” ومن المعروف أن جوجل فى تغييره للصفحة الرئيسية إنما يكون لغرض الإحتفال بشخصية ما أثرت الحياة بعطائاتها وأفادت البشرية فى المجال الذى تخصصت فيه، والسؤال الآن من هى “لطيفة النادي” حتى يحتفل بها جوجل، سطورنا القادمة تحمل الإجابة.
من هى لطيفة النادى
“لطيفة النادي” هو إحدى رائدات عالم الطيران، فهى أول من حصل على رخصة طيران عام 1933، وبالتالى هى أول مصرية أفريقية تحصل على هذه الرخصة، كما أن “النادى” هى أول مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية، وعلى مستوى العالم فهى ثانى أمرأة تقود طائرة منفردة، تمكنت من خلال رحلاتها من الطيران منفردة لثلاث ساعات.
ميلاد ونشأت لطيفة النادي
لطيفة النادى من مواليد 29 أكتوبر عام 1907، وعمل والدها فى المطابع الأميرية، وكان له تحفظ على دراسة البنات بحيث لا يجب أن تتعلم أكثر من المرحلة الإبتدائية، عكس ما رأته والدتها بضرورة تعليم البنت حتى نهاية المطاف لأنها هى من تصنع الرجال.
مشوار لطيفة النادى فى الطيران
ألتحقت النادى بالجامعة الأمريكية، وإزداد شغفها بالطيران عندما قرأت كتاب عن تشجيع المصريات لدخول المجال، حيث كان يوجد فى ذلك الوقت مدرسة الطيران فى أوائل عهدها وكان دخولها قاصر على الرجال، إلا أن النادى قررت الإلتحاق بها.
إلا أن الفكرة هوجمت بشدة من قبل والد لطيفة، فى الوقت الذى أصرت فيه على إستكمال حلمها على الرغم من أنها لم تملك النقود اللازمة للإلتحاق بالمدرسة، لذا لجأت لمدير عام مصر للطيران فى هذا الوقت وهو كمال علوى، حيث نصحها بأن تعمل فى مدرسة الطيران وبالمرتب تستطيع سداد المصروفات.
وبالفعل وافقت لطيفة على الإقتراح، والتحقت بمدرسة الطيران وعملت كسكرتيرة، وبدون علم والدها صارت تحضر دروس الطيران، وبالفعل استطاعت تعلم الطيران على يد بعض الطياريين المصريين والأنجليز بمطار ألماظة، وكانت الفتاة الوحيدة بين المتدربين، لذا احترمت وقدرت من قبل زملائها، لعملها فى المطار مقابل الحصول على مصاريف المدرسة.
الحصول على رخصة الطيران وإرضاء الوالد
نجحت لطيفة فى الحصول على رخصة الطيران عام 33 وكان عمرها حينئذ 26 عام ، واستطاعت تحقيق حلمها فى الطيران بمفردها، وتسابقت الصحف لنشر الخبر مع صورتها، وبالتالى علم والدها وإزداد غضباً منها، إلا أنه لما رأها تقود الطائرة بقوة وشجاعة إزداد فخراً بها وأصبح من أكبر مشجعيها.
أضافت لطيفة فى مذكراتها أن من أسعد لحظات حياتها، هى عندما اصطبحت والدها معها لمغامرة جوية، وطارت به فى سماء القاهرة وإلى الجيزة، ودارت بالطائرة حول الأهرامات، حينها قبلها والدها واحتضنها بعدما كان من أشد المعارضين للفكرة.
إنجازات النادى فى مجال الطيران
وفاة لطيفة النادى
حبها وشغفها للطيران لم يمهلها الفرصة لأن تكون حلم كل أنثى الأكبر وهو البيت والزوج والأولاد إذ لم تتزوج لطيف طوال فترة عمرها الطويلة، فكانت الطائرة هى بيتها وحلمها الذى تحقق، توفيت النادى فى القاهرة عام 2002 عن عمر يناهز الخامسة والتسعون.
تكريم لطيفة النادى
تكريماً لأول طيارة مصرية، تم عمل فيلم وثائقى عن قصة كفاحها حمل عنوان “الإقلاع من الرمل” أخرجه وجيه جورج، وتضمن الفيلم مقطع فيديو سئلت فيه النادى عن سبب حبها للطيران، فأجابت أنها كانت تريد أن تعيش حرة، وحصل الفيلم على جائرة المجلس الأعلى للثقافة السويسرى الأولى.