تحدثت قيادات ذات مواقع سيادية في الفترة التي عُزل فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي العام الماضي لجريدة “الشرق الأوسط” بشأن ما دار في كواليس تلك المرحلة من أمور لم يعلمها حتى الآن سوى صانعي القرار فيها أو عناصرها الذين كانوا ولا يزالوا جزءاً لا يتجزأ منها.
فيقول أحد كبار الضباط “م.ف” والذي يحمل رتبة لواء وعمل في القصر الجمهوري خلال فترة حكمي الرئيسان السابقان مبارك ومرسي أن مرشد الإخوان محمد بديع كان يجري إجتماعات لمكتب الإرشاد بشكل مستمر ويتم إعلام مرسي بقراراتها النهائية.
فيما كشف ضابط في الشرطة العسكرية المصرية ويدعى “ع.خ” أن مرشد الإخوان محمد بديع نقض عهداً مع الجيش حينما إعتقله في يوليو عقب الإطاحة بمرسي بإحدى القرى السياحية بمدينة مرسى مطروح، وإتفق الجيش مع بديع على إرساله لمقر إعتصام رابعة لتهدئة المتظاهرين وإجبارهم على فض الإعتصام.
لكن بديع تظاهر بالموافقة على طلب الجيش وحين وصوله لمقر الإعتصام نقض عهده متحامياً في جموع المتظاهرين، الذين كانوا سببا في منع قوات الأمن من إقتحام الميدان وإعتقاله من جديد، قبل أن يسقط في قبضة الشرطة في أغسطس للعام ذاته أثناء إختبائه بإحدى الشقق السكنية بمدينة نصر.
وأشارت مصادر بالشرطة العسكرية أنه لو لم يتم القبض على بديع في المرة الأولى بقرية الأندلسية بمرسى مطروح لكان في ليبيا الآن وأصبح الوصول إليه محالاً بعد أن أعد خطةً محكمة للخروج من البلاد كانت على وشك النجاح والتي تمثلت في التخفي والخروج من القرية السياحية ليلا مروراً بالكيلو 28 بالطريق الساحلي مرسى مطروح وذلك حتى يتمكن من الوصول للطريق الدائري الدولي.
وبعد وصوله للطريق الدائري الدولي كان سيذهب لنقطة عند الكيلو 15 تنتهي به جنوباً في واحة سيوة ليتم بعد ذلك نقله بواسطة بعد الشخصيات الإخوانية عبر الدروب الصحراوية لمنطقة جغبوب الجبلية في ليبيا والتي لا تلقى إهتماما من قبل حرس الحدود الليبي ونقله بسيارة دفع رباعي لمدينة بنغازي، كما قامت بعض العناصر التابعة لبديع بإفتعال مواجهات مسلحة محدودة أمام مبنى مديرية أمن مطروح لشغل السلطات الأمنية عن هروب بديع لكنها لم تجدي نفعاً وقتل 4 من منفذيها.
إلا أن قوات الأمن المصرية بالتعاون مع الجيش أحبطت المخطط برمته وقامت بشل حركة جميع حراس مرشد الإخوان بهدوء أثناء خروجهم من منتجع الأندلسية، كما تم إعتقال بديع ونقله في سيارة تابعة للجيش ليجري معه تحقيق مصغر يقضي بإرساله لمقر الغعتصام لإقناع المعتصمين بالفض وهو ما وافق عليه المرشد ثم نقضه بعد ذلك.