مع اقتراب دخولنا في العشر الأواخر من رمضان، يتبادر إلى أذهاننا ليلة القدر المباركة. فما هي ليلة القدر وماهي فضائلها؟ وكيف ينبغي الاستعداد لها.
ليلة القدر: فضلها وعلامتها وكيف ينبغي الاستعداد لها
ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك وتكون في العشر الأواخر من رمضان، وسميت بذلك لعظم قدرها وأجرها. وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة باسمها سورة القدر، حيث يقول الله عز وجل فيها:
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)”.
وقد ذكرت في أحاديث نبوية كثيرة عن فضائلها وعظم أجرها وشرفه، ونذكر بعض من تلك الأحاديث:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري].
- ورد أيضا في الحديث الصحيح:” مَنْ قامَ ليلةَ القدر إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ “[ أخرجه النسائي،عن: عائشة أم المؤمنين]
ما هو وقت ليلة القدر؟
اختلف العلماء في تحديد وقتها في الأيام العشر على عدة أقوال والراجح الصحيح أنها تكون في الليالي الوترية من العشر الأواخر(ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين).
كيف نتعرف على ليلة القدر؟
ليلة القدر ليست كباقي الليالي ،بحيث تتميز تلك الليلة بعلامات ذكرها العلماء، نذكر بعضها:
- تلك الليلة تتميز بقوة الإضاءة والنور ولا يحس بها إلا من كان في البادية بعيدا عن أضواء المدن.
- تلك الليلة يحس فيها الصائم بانشراح في الصدر وطمأنينة وتتميز بكونها لليلة هادئة تكون فيه الرياح ساكنة.
- ومن بين العلامات بعد انتهاء ليلة القدر هي الشمس تشرق صبيحتها وليس لها شعاع، صافية ولا تضر العين.
هل هناك دعاء خاص بليلة القدر؟
من المستحب في تلك الليلة الإكثار من الأعمال الصالحة عموما، كالدعاء والقيام وقراءة القرآن. ويوجد دعاء ومخصص بليلة القدر في حديث الترميذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟”، قَالَ: “قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.
كيف نستعد لتلك لليلة القدر؟
ليلة القدر هي ثمرة غالية من ثمار رمضان، فيجب على كل مسلم ومسلمة ألا يتهاون فيها فهي ليلة خير من ألف شهر،تخيل ذلك عمل ليلة يساوي عمل لألف شهر. لذلك فمن الأمور التي ستساعدكم على العمل والعبادة في ليلة القدر، نذكر:
- الابتعاد عن جميع الملهيات من التلفاز وغيره.
- الاستعداد يبدأ من صلاة الفجر بقراءة القران.
- يجب الحرص على الصلاة في وقتها وإتيان النوافل، وأدائها بالنسبة للرجال جماعة في المسجد.
- يجب على كل صائم تجديد توبته مع الله عز وجل والإكثار من الاستغفار.
- يجب الحرص على قضاء كل مشاغلنا وأمور حياتنا المباحة في النهار حتى نتفرغ ليلا للعبادة.
- وفي الأخير أسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وأن يجعلنا من عتقائه من النار.