لم يكن اسم الهند مجرد اسم، بل كانت له تأثيرات تاريخية عميقة على الهوية الوطنية. هل سيكون تغييره إلى “بهارات” خطوة كبيرة نحو تغيير الهوية الهندية؟
منذ أن ظهرت الشائعات حول نية الحكومة الهندية تغيير اسم البلاد، بدأ النقاش الوطني يشتعل حول هذه الخطوة المحتملة وتأثيراتها المتوقعة. وتأتي هذه الشائعات بعد أن ظهرت دعوة رسمية صادرة من الحكومة الهندية لقادة العالم لحضور قمة مجموعة العشرين (G20) في نيو دلهي تشير فيها إلى “رئيس بهارات” بدلاً من “رئيس الهند” كما هو المعتاد.
تاريخ “بهارات” وأصوله اللغوية
كلمة “بهارات” تأتي من اللغة الهندية (الهنديّة) وهي التسمية المستخدمة على نطاق واسع في اللغة الهندية. تتمتع ببعد تاريخي عريق ومصدرها اللغة السنسكريتية القديمة. ومن المهم ملاحظة أن “بهارات” هو اسم رسمي بالفعل للبلاد بموجب دستورها الذي يعترف بكلمتي “الهند” و”بهارات” كاسمين رسميين.
الخلاف حول التغيير: مؤيدون ومعارضون
لقد تسبب هذا النقاش في انقسام الرأي العام في الهند. يعتبر بعض السياسيين والمثقفين أن هذه الخطوة هي جزء من جهود أوسع للتخلص من الأثار الاستعمارية والبيروقراطية البريطانية في البلاد. بينما يرون آخرون أنها تهدد بتغيير الهوية الوطنية التي بُنيت على مر العصور.
شاشي ثارور، عضو حزب المعارضة الكونغرس، عبّر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقه من التخلي عن اسم “الهند” بالكامل، وقال: “نحن يجب أن نستمر في استخدام كلمتي الهند وبهارات بدلاً من التخلي عن مطالبتنا بالاسم الذي يحمل تاريخًا واسع الاعتراف به حول العالم”. من ناحية أخرى، رحب اللاعب السابق في الكريكيت فيريندر سيهواج بفكرة التغيير ودعا إلى استخدام “بهارات” على زي فرق الكريكيت الهندية.
تأثير التغيير على العلاقات الدولية والسياسة الداخلية
تظل الأسئلة حول كيفية تأثير هذا التغيير المحتمل على العلاقات الدولية للهند وسياستها الداخلية محور نقاش مستمر. هل ستكون لهذه الخطوة تداعيات على التعامل مع الدول الأخرى وعلى الهوية الهندية على الساحة الدولية؟
ختامًا
تظل مسألة تغيير اسم الهند إلى “بهارات” موضوعًا يشغل الرأي العام الهندي ويثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل البلاد وهويتها. بينما تتواصل المناقشات والمحادثات حول هذا الموضوع، سيظل من الضروري أن يتعامل القادة السياسيين بحذر ويأخذوا في اعتبارهم التأثيرات المحتملة على الهوية الوطنية والعلاقات الدولية للهند.